تصاعدت موجة شكاوي أولياء الأمور، في مختلف محافظات المنطقة الشرقية، بعد اعتذار مدارس ابتدائية، عن عدم قبول عدد من الطالبات المستجدات، بسبب عدم توافر مقاعد إضافية فيها، ما يحرمهن من حق التعليم، معبرين عن أسفهم لوقوفهم عاجزين حيال حل لهذه المشكلة مثل إلحاق بناتهم بمدارس أهلية، وبخاصة أن عدد غير قليل منهم يعول أسراً كبيرة، ويعاني من تدني الدخل، ما يجعل إلحاق هؤلاء الصغيرات بمدارس أهلية، «أمراً بعيد المنال»، بحسب قول هشام أحمد، الذي تلقى اعتذار المدرسة في الحي الذي يقطنه عن قبول ابنته، حين حاول تسجيلها في الأسبوع الأخير قبل بدء إجازة نهاية العام الدراسي الماضي. كما تلقى الرد ذاته من مدارس أخرى في أحياء قريبة، بحجة ان أولوية التسجيل للقاطنين في الحي. أما علي سالم، الذي أراد تسجيل ابنته خلال الأسبوع الماضي، في إحدى مدارس الدمام، فأبلغ بعدم وجود مقاعد شاغرة في المدرسة. ويقول: «لم تتح لي الظروف في تسجيلها قبل بدء إجازة الصيف، فلقد كنا مسافرين. وما ان فتحت المدارس أبوابها في الأسبوع الثاني من شهر شوال، حتى بادرت زوجتي إلى مراجعة المدرسة، بيد أن إدارتها أبلغتها بعدم إمكان التسجيل الآن. وتكرر الأمر في مدارس أخرى». وتبدي باسمة محمد، استغرابها من عدم تمكنها من إيجاد مقعد دراسي لابنتها في إحدى مدارس القطيف. وتلفت إلى «مفارقة غريبة» في منزلها، وهي ان ابنتها الكبرى «ستضطر هذا العام إلى البقاء في المنزل، بعد ان تخرجت من الثانوية العامة، ولم تقبل في أي من الجامعات المحلية، على رغم أنها حاصلة على معدل 89 في المئة. وقد تشاركها أختها الصغيرة البقاء في المنزل، لأن المدارس أغلقت باب القبول». بدورها، أرجعت مساعدة المدير العام لإدارة التربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية الدكتورة ملكة الطيار، سبب اعتذار بعض المدارس عن عدم قبول عدد من الطالبات المستجدات، إلى «وجود أحياء في المنطقة تعاني من كثافة سكانية عالية»، مشيرة في الوقت ذاته إلى وجود «أحياء تخلو من هذه الكثافة، وبإمكان الطالبات الالتحاق بمدارسها، لكنها أحياء غير مرغوبة»، موضحة أن «أولياء الأمور يصرّون على إلحاق بناتهم بمدارس وأحياء معينة، وذلك على رغم وجود كثافة سكانية عالية فيها، ما يجعل عدد طالبات الفصل الواحد يصل إلى نحو 40 طالبة». وتمنت «لو يكون الحد الأقصى لطالبات الفصل الواحد من 25 إلى 30 طالبة فقط». ولفتت الطيار، إلى أن «باب القبول لم يُغلق بعد، وسيستمر حتى نهاية هذا الأسبوع، نتيجة لوجود حالات نقل من مدارس أهلية إلى حكومية». وأشارت إلى أن «عدد المدارس الحكومية في الشرقية بلغ 367 مدرسة». وحول التغلب على المشكلات التي واجهتها المدارس الابتدائية في الأعوام الماضية، ومنها نقص المعلمات، وعدم توافر وسائل التعليم، أكدت الطيار أنه «طرأ تحسن على المدارس الابتدائية هذا العام، بحسب حاجات المدارس، ونعمل على التغلب على مشكلة نقص المعلمات، من طريق معلمات البديل، إذ تتعاقد وزارة التعليم مع معلمات بدل المعلمات اللاتي خرجن في إجازات أمومة وإجازات استثنائية».