لمست ظاهرة التغير المناخي الكائنات الحية كافة، إذ وجد فريق من الباحثين أن 82 في المئة من العمليات البيولوجية الأساسية اللازمة لنظم إيكولوجية صحية تأثرت بفعل تلك الظاهرة. وذكر موقع «هافنغتون بوست» أنه على رغم أن التغيرات في درجات الحرارة تراوحت بين المعتدلة والطفيفة إلا أنها أثرت على أشكال الحياة في كوكب الأرض. وقال الاستاذ من جامعة ولاية كوينزلاند الاسترالية والمشارك في كتابة التقرير، جيمس واتسون أن «درجة صغيرة من الاحترار أثرت بشكل واضح على حيوانات عدة مثل السلمندر الذي بدأ في الانكماش والطيور المهاجرة التي غيرت مسارات هجرتها». وتجمع العلماء أخيراً في مدينة مراكش المغربية للعمل على تفاصيل اتفاق باريس الذي تبنته 195 دولة للتصدي لتغير المناخ، ويهدف الاتفاق إلى الحد من ارتفاع حرارة الأرض «دون 2 درجة مئوية» مقارنة بما قبل الثورة الصناعية. وتسبب ظاهرة الاحتباس الحراري أحداثاً تثير قلق الكثير من العلماء منها، ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحار وزيادة انتشار الأمراض، وجانباً من آثار تلك الظاهرة الوخيمة على البشرية هي التغيير الجذري في حياة الأحياء كافة. وأضاف واتسون: «أنظمة كاملة وعمليات حيوية ستتغير»، فيما أوضح المدير المساعد في مركز التنوع البيولوجي جان سو، أنه «يجب الحد من انبعاثات الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري». وألقت الانتخابات الأميركية الأخيرة شكوكاً حول مستقبل اتفاق باريس، خصوصاً مع وصف الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها «خدعة»، متعهداً الانسحاب من اتفاق باريس الذي أيده الرئيس باراك أوباما. وتعد الولاياتالمتحدة ثاني أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم. ويلزم اتفاق باريس موقعيه بالسعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود أقل بكثير من درجتين مئويتين ومواصلة الجهود لئلا تتجاوز 1.5 درجات، غير أن الهدف يتطلب إرادة راسخة ومئات بلايين الدولارات من أجل الانتقال الى موارد طاقة نظيفة. لكن التوقيع ليس الا مرحلة اولى، فالاتفاق لن يسري الا بعد مصادقة برلمانات 55 بلداً، مسؤولة عن 55 في المئة على الأقل من انبعاثات الغازات الدفيئة.