تواصلت جهود الساعة الأخيرة امس من جانب الوسيط الأميركي لدى الجانب الاسرائيلي في نيويوركوواشنطن لانتزاع «صيغة مقبولة» لحل عقدة الاستيطان تنسجم مع مواقف إدارة الرئيس باراك أوباما واللجنة الرباعية والسلطة الفلسطينية لجهة «تمديد التجميد» الحالي، في وقت توقعت مصادر مطلعة على أجواء المفاوضات أن «تستمر هذه الجهود في اليومين المقبلين». وكانت مهلة تجميد الاستيطان انتهت ليل الاحد - الاثنين من دون اي مؤشر الى تحقيق اختراق يمنع نسف المفاوضات، بل كانت الاجواء اكثر ميلاً الى التشاؤم، خصوصا في ضوء دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المستوطنين الى ضبط النفس بعد انتهاء المهلة، واعلان الرئيس محمود عباس ان لجنة المتابعة العربية ستجتمع في 4 الشهر المقبل، يسبقها اجتماع للمؤسسات الفلسطينية، للنظر في قرار اسرائيل ازاء الاستيطان. وأكدت المصادر المطلعة على اجواء المفاوضات ل «الحياة» في واشنطن أن الجانب الأميركي كثف مساعيه أمس، اذ توجه مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس إلى نيويورك ليجري مع المبعوث الاميركي جورج ميتشل لقاءات مع الجانب الإسرائيلي، وتحديدا مع مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق مولخو. وتوقعت المصادر أن تستمر هذه الجهود «في اليومين المقبلين» في ظل تكتم إعلامي بهدف «تحصيل صيغة من الإسرائيليين مقبولة لحل الأزمة»، مشيرة الى ضرورة أن ينسجم إطار هذه الصيغة مع الخطوط العريضة التي وضعها أوباما وبيان اللجنة الرباعية، والداعية حرفياً إلى «تمديد التجميد الحالي». فلسطينياً، أعلن الرئيس عباس وهو في طريقه الى باريس امس، ان لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعا في الرابع من الشهر المقبل، بناء على طلبه، للبحث في مسألة استمرار المفاوضات مع اسرائيل في ضوء ما ستتخذه الحكومة الاسرائيلية من قرار ازاء الاستيطان. واوضح انه وضع لجنة المتابعة التي اجتمعت في مقر الاممالمتحدة بحضور الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في صورة الجهود الاميركية في خصوص المفاوضات، مضيفا ان «موسى ابلغنا ان موعد اجتماع لجنة المتابعة سيكون في الرابع من الشهر المقبل في القاهرة». وتابع ان «اللجنة المركزية لحركة فتح والقيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ستعقد اجتماعاً لمناقشة موضوع استمرار المفاوضات»، وان هذا الاجتماع سيسبق اجتماع لجنة المتابعة. اسرائيلياً، حض نتانياهو المستوطنين على ضبط النفس بمجرد انتهاء فترة تجميد الاستيطان ليل الاحد - الاثنين، وذلك في بيان صدر قبل ساعات من الموعد المقرر لان يضع المستوطنون حجر الاساس في بناء حي جديد في مستوطنة «ريفافا» شمال الضفة الغربية ايذانا بانتهاء فترة التجميد. واكدت تقارير صحافية ان نتانياهو حسم امره اخيرا ضد التجاوب مع مطلب اوباما مواصلة تجميد الاستيطان، وانه ابلغ موقفه هذا الى موفد اللجنة الرباعية توني بلير، متذرعاً بأنه يخشى على ائتلافه الحاكم من الانهيار. لكنها اشارت الى اقتراح حل وسط يسعى الاميركيون الى اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين به، ويقضي بأن تبني اسرائيل مئات فقط من المساكن الجديدة خلال العام المقبل، على ان يتم تحديد اماكن بنائها بالضبط، ومع التزام اسرائيلي بعدم القيام باستفزازات او نشر عطاءات بناء جديدة. في هذا الصدد، كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان هناك 37 الف وحدة سكنية جديدة «قيد التخطيط» حصلت على الترخيص من «لجنة التخطيط العليا»، وعلى موافقة وزارة الدفاع. واضافت ان بناء 11 الف وحدة سكنية ينتظر تصديقاً رسمياً من رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات بعد ان نالت موافقة الجهات الحكومية. وزادت انه مع انتهاء فترة تجميد الاستيطان، يمكن للمستوطنين الشروع في بناء 2066 وحدة سكنية لا تحتاج لأي تصديق جديد. في غضون ذلك، بدأ مركب شراعي على متنه عشرة من دعاة سلام يهود اسرائيليين وألمان وبريطانيين واميركيين، رحلته امس من شمال قبرص الى قطاع غزة بهدف كسر الحصار الاسرائيلي رمزياً ومن دون عنف. ويحمل المركب اسم «ايرين» ويرفع علماً بريطانيا، وينقل على متنه العاباً وكتباً ومعدات للصيادين، اضافة الى ادوية لتكون بمثابة «مساعدة رمزية» لسكان قطاع غزة. وقالت جمعية «شعبان، مستقبل واحد» في بيان ان «السفينة ستحاول بلوغ شواطئ غزة وافراغ حمولتها في عمل لا عنفي يرمز الى التضامن والاحتجاج، وستطلب رفع الحصار للسماح بتنقل البضائع والاشخاص بحرية من قطاع غزة واليه».