أعلن سهيل غازي القصيبي، نجل الراحل، في الأمسية نفسها عن مشاريع عدة، تسعى العائلة إلى تأسيسها، تخليداً لذكرى القصيبي. وقال ل»الحياة»: إن «من الأفكار التي نبحثها إطلاق جائزة أدبية تحمل اسمه»، متوقعاً أن يكون الإعلان عنها في عام 2011، إضافة إلى «إنشاء متحف أو مركز ثقافي». وأشار إلى «تردد أخبار عن حكومة البحرين، تتمثل في إنشاء مكتبة تحمل أسم الوالد، كما أنها سمت مدرسة في مدينة حمد باسمه»، إضافة إلى «إطلاق السعودية على أحد شوارع الرياض اسم القصيبي، وسمعنا عن شركة سابك نيتها بناء مسجد باسمه». ورأى في «الوالد، قبل أن يكون سعودياً أو خليجياً أو عربياً، أنه مسلم صالح ونحن نعتز لكونه والدنا»، مضيفاً أن «الإرث الحقيقي الذي تركه الوالد يتمثل في السمعة الطيبة، ورأينا في أيام العزاء معزين يشيدون بمواقف الوالد، ومساعدته لهم، ولم يقتصر الأمر على محبي الوالد، إنما حتى أولئك المختلفين معه، لم يذكروه إلا بالخير». وأشار مقدم الأمسية، التي حملت عنوان «غازي القصيبي في ذكراك... يورق الغيم فيسرح عند بابك»، حسن كمال إلى أن «الراحل شارك أكثر من مرة في مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة، بأمسيات شعرية وأدبية، كما زار مراكز أخرى»، موضحاً أنه «كان نعم العون والمشجع على رسالتنا الثقافية، التي نسعى إلى تحقيقها». وابتدأت الأمسية مع صديق القصيبي طيلة سنوات «على درب الشعر والأدب والمجالسة والرفقة»، الشاعر عبدالرحمن الرفيع. وقرأ الرفيع قصيدتين يرثي في إحداهما الراحل، فيما كانت الأخرى «من القصائد المحببة لغازي» بحسب الرفيع، وأول أبياتها «إن غازي كينونة هو وحدها/ صنوه لم يكن وهيهات بعده».v وقدم الزميل عبده وازن قراءة في عمل غازي القصيبي الأخير، الذي أصر الراحل على تسميته «أقصوصة»، وحملت عنوان «الزهايمر»، وصدرت بعد وفاته، موقعة باسمه كاملاً، على غير عادته في كتبه السابقة. ورأى وازن أن «العمل على رغم تسميته أقصوصة، إلا أنه يحمل طابعاً روائياً». وقال إن: «المفاجأة الكبيرة أن الكتاب الأخير، بدا أنه ثالث ثلاثية، من روايتين سبقتاه، وهما رواية «رجل جاء وذهب» و»حكاية حب»، مضيفاً أن «أقصوصة الزهايمر، التي لم يعمد القصيبي إلى إنهائها، أكدت ترابطاً خفياً بين الروايات الثلاث، كموت البطل بسكة قلبية في مصحة أميركية، فيما بطل الثانية مات في مصحة بريطانية». وأشار إلى «القصيبي رحل وترك وراءه ثلاثية ملغزة، تحوي تساؤلات مثيرة»، معتبراً «الزهايمر أهم ما كتبه الراحل». وقال إن «أقصوصة الزهايمر بدت لي أشبه بوصية أخيرة، أعرب فيها عن نظرته إلى الأمور التي شغلته، مثل الشيخوخة والذكريات والحب والألم، وروا فيها قصة الاحتضار الطويل الذي عاشه، مستخدماً قناع البطل فيها، وما تحمله من طابع الشهادة على أيام المرض والعلاج»، مضيفاً «يجب معرفة السر الذي ركز القصيبي عليه في أقصوصته، وبخاصة أنه رفض منحها صفة السيرة الذاتية». ورأى أن «اختيار مرض الزهايمر هروباً نحو النسيان». وفي ختام الأمسية غنت الفنانة اللبنانية غادة شبير، بصحبة الشاعر خالد الرويعي قصيدة من نظم القصيبي، رافق شبير على آلة القانون الفنانة إيمان حمصي.