كشفت وزيرة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين الشيخة مي آل خليفة عن «إنشاء بيت يؤرخ لمسيرة الدكتور غازي القصيبي في المنامة، على غرار بيت الشعر للشاعر إبراهيم العريض»، إضافة إلى «إصدار كتاب عن القصيبي». ورعت آل خليفة، أول من أمس، أمسية «تأبينية» للشاعر الراحل، في «مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث»، في مدينة المحرق. وشارك في الأمسية، التي قدمها حسن كمال، الشاعر البحريني عبدالرحمن الرفيع، والزميل الشاعر عبده وازن، إضافة إلى الفنانة غادة شبير والشاعر خالد الرويعي والفنانة ايمان حمصي، وسط حضور أبناء القصيبي. واعتبرت آل خليفة في تصريح إلى «الحياة»: «غازي القصيبي ملكاً للعرب كلهم»، مستبعدة إضفاء صفة إقليمية عليها. وبينت أنه «كان متحدثاً بلسان العرب في كل موقف، وبخاصة المواقف الجريئة، التي يفتقد لها الكثير». وأضافت: «كان حضور غازي في مواقفه صريحاً وشجاعاً، ولا اعتقد أن يتكرر هذا الأمر عند شخص آخر أو مسؤول»، مشيرة إلى «وقوفه مع الكويت (إبان الغزو العراقي)، وهو الصوت العربي الذي وقف بقوة وتكلم بمنطق وحب وحرارة». وأشارت إلى أن «الأمسية»، التي وصفتها ب«الصغيرة»، إنما «هي عرفان ووفاء لغازي، الذي يمثل أكثر من قيمة، ولا يمكن تصنيفه على أنه سعودي أو خليجي، بل ملك للعرب كلهم». ورأت في «القصيبي رمزاً ومنهجاً ومواقف، لابد أن يحتذي بها كل إنسان في العالم العربي، ليس السعودية أو البحرين أو الخليج، إنما الأمة العربية كلها». وقالت إنه «أبدع في الأدب والإدارة»، ورأت في كتابه «حياة في الإدارة «مدرسة نحاول قدر الإمكان التعلم منها والاستفادة من التجربة». وكشفت عن السعي إلى «طباعة كتاب يؤرخ لذكرى القصيبي»، ولكن «الحلم الأكبر يتمثل في مشروع تأسيس بيت له، في المنامة التي أحب سكناها»، موضحة أن «البيت سيكون متفرعاً من مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة للثقافة، الذي يعد مؤسسة أهلية غير ربحية، تفرعت عنها مراكز عدة». وذكرت أن «وصية القصيبي، التي وردت في مقدمة كتابه، نصت على إنشاء بيت له»، مبينة أن «غازي قبل وفاته، وفي حضور زوجته، حين زار بيت الشاعر إبراهيم العريض، قال لي: «عندما أموت اعملي بيتاً مثل هذا. وقال لزوجته: اعطيها أغراضي الشخصية لتضعها في البيت». وقالت: «نحاول أن نحقق شيئاً يسيراً مما يتمناه، ويضم أصدقاءه ومحبيه، ويكرس حضوره الكبير في البحرين، التي أحبها وأحبته»، معتقدة أن «أجمل ما غني في البحرين، قصيدة القصيبي، ومطلعها «الضوء لاح فديت ضوءك في السواحل يا منامة».