أكد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن «ليس هناك من يريد أن يركّب جريمة على بريء ونحن حريصون على ألا يكون هناك أمر يُصار الى انتهازه كوسيلة للنيل السياسي. كلنا حريصون على وحدة اللبنانيين ضد عدونا الأوحد اسرائيل، وبالتالي يجب ألا تكون هناك اجواء من التشنج». ودعا إلى الاستمرار بالوضوح في الرؤية والحرص على الأمن بين اللبنانيين وعلى السلم الاهلي، معتبراً أن «استعمال لغة التهديد والوعيد لا يجدي وبعد التجارب التي مر بها اللبنانيون على مدى هذه السنوات استخلصنا عبراً ونتائج أن ليس من المفيد اطلاقاً استعمال هذه العبارات». وقال السنيورة بعد جولة له في «لو مول» في صيدا: «اللبنانيون جميعاً توافقوا على موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي في هيئة الحوار الوطني وفي الحكومات التي تألفت... وبالتالي هم شديدو الحرص على ألا يتحول لبنان الى مكان ترتكب فيه الجرائم، ويبقى المجرمون بمنأى عن وصول يد العدالة إليهم». وأضاف: «أعتقد ان المحكمة ذات الطابع الدولي قضية اساسية ويجب ان نتوحد من خلف هذه المحكمة ويجب ان نتعاون جميعاً على ألا يكون لدى المحكمة اي هدف سوى إحقاق العدالة والحقيقة... دعونا ننتظر النتيجة، والحقوق الممنوحة لكل واحد كي يدافع عن نفسه مصانة وبالتالي ربما أكثر من الحقوق المتاحة للمدعي العام، وهذا امر يجب ان نؤكد عليه لئلا تستعمل المحكمة لأي غرض غير غرض اكتشاف الحقيقة». وأكد أن «الكلام والتهويل والتهديد غير مفيدة على الاطلاق، وليس هناك مصلحة فيها لكل اللبنانيين ولا سيما للمقاومة التي نحرص على أن تبقى بندقيتها موجهة نحو اسرائيل ولا تنشغل في الداخل... يجب ان نحرص على المقاومة لتستطيع ان تستمر في الهدف الملقى على عاتقها وملقى على عاتق جميع اللبنانيين وكذلك الدولة اللبنانية، لتحرير كل الأراضي اللبنانية المحتلة ويعود ايضاً الفلسطينيون الى ديارهم كما اتفق عليه اللبنانيون جميعاً». وأضاف: «حرام ان نضيع جهدنا وأن نهدر طاقاتنا وأن نضيع الفرص المتاحة من أمامنا». وسئل السنيورة: هل «المظلة» السعودية - السورية ما زالت سارية المفعول؟ فأجاب: «كل عمل يقوم به شقيق هو عمل مشكور، ونحن نقدر له هذا الأمر، لكن الأهم هو أن على اللبنانيين واجباً ومسؤولية ليعملوا حتى يستطيعوا ان يدفعوا البلاد الى مزيد من التهدئة ونحو الانشغال بما يفيد وبما يبني وليس بما يضر ويدمر». وجدد عضو الكتلة نفسها النائب نبيل دو فريج تمسكه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مؤكداً أنه «لن تكون هناك أي تسوية في شأن القرار الظني». وقال ل «أخبار المستقبل»: «المحكمة لا يمكن أن يؤثر فيها أحد، والحملة التي تشن على المحكمة ليس لها أي معنى»، داعياً الفريق الآخر الى «انتظار القرار الظني وفي ما بعد يبنى على الشيء مقتضاه». وشدد على أن «مفاعيل القمة الثلاثية (السعودية - السورية - اللبنانية) التي عقدت في بعبدا لا تزال مستمرة، ونحن متمسكون بها»، واضعاً كلام النائب نواف الموسوي في «عهدة القضاء اللبناني والمحكمة الدولية». وذكر عضو الكتلة نفسها النائب معين المرعبي أن «رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يقول إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري استشهد من أجل البلد وسيادته وحريته واستقلاله، واليوم نحن نتابع موضوع المحكمة الدولية حفاظاً على هذه الثوابت، ولا يمكن التنازل عنها». ولفت الى «أن الظروف السياسية المتوترة في لبنان هي العائق، والمسؤول عنها كل الفرقاء». وقال: «منذ انطلاق العمل في المحكمة أكد الرئيس الحريري القبول بأي حكم يصدر عنها، لكن بعض الاطراف في الوطن، وهم الشركاء الاساسيون في البلد، يوزعون الاتهامات على المحكمة بأنها إسرائيلية أو أميركية، مستبقين الامور»، مؤكداً «أننا أول من يرفض أي قرار ظني مسيّس، لكن إذا كان هناك عناصر من «حزب الله» أو غيره أو حتى من «تيار المستقبل» متهمين فيجب أن يحاكموا، من هنا تأتي أهمية المحاكم والعدالة ومعاقبة الفاعلين». وتابع: «ليعلم القاصي والداني أن الرئيس الحريري والنواب والشعب لا يمكن أن يتنازلوا عن المحكمة الدولية ومعرفة الحقيقة»، مشدداً على أن «الحرب لن تحصل في لبنان، فالرئيس الحريري يرفض أي فتنة أو حرب». وجزم عضو الكتلة نفسها النائب محمد الحجار بأن «موضوع المحكمة الدولية ثابت ولا تجوز التسوية عليه، لأنها المجال الذي يمنع استمرار استباحة الساحة اللبنانية واستباحة الحرية في لبنان، كما أنها تقف حاجزاً أمام استسهال الإلغاء الجسدي». وأكد الحجار خلال لقائه وفداً من «الجماعة الاسلامية» أن «تيار المستقبل يريد الحوار والخطاب الهادئ العقلاني والابتعاد عن التهديد والوعيد». وقال: «نحن لم نستعمل اللغات والمفردات التي - للأسف - يستخدمها الطرف الآخر، وأعني بذلك قيادات من «حزب الله» تحديداً، هذه المفردات التي تستسهل التخوين لمجرد الاختلاف في وجهات النظر، هي التي أوصلت البلد الى ما هو عليه من توتر وشحن وقلق». وقال: «هناك ثوابت أساسية بالنسبة إلينا هي: المحكمة الدولية، والعمل من ضمن الدولة ومؤسساتها، ورفض أي خطاب مذهبي طائفي لن يجر سوى الويل للبنان ويخدم أهداف إلغاء المحكمة وضربها».