القدس المحتلة، الناصرة - «الحياة»، رويترز - حض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المستوطنين على ضبط النفس بمجرد انتهاء تجميد جزئي للبناء في مستوطنات في الضفة الغربية منتصف ليل الاحد - الاثنين، في نداء يبدو أنه يهدف الى ابقاء المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في مسارها. وقال نتانياهو في بيان رسمي صدر قبل ساعات من الموعد المقرر لأن يضع المستوطنون حجر الاساس في بناء مقبرة إيذاناً بانتهاء فترة تجميد الاستيطان: «يدعو رئيس الوزراء سكان يهودا والسامرة (الضفة) والاحزاب السياسية الى ابداء ضبط النفس والمسؤولية اليوم وفي المستقبل بالضبط كما أبدوا ضبط النفس والمسؤولية خلال اشهر التجميد». وكانت وزيرة الرياضة والثقافة الاسرائيلية ليمور ليفنات اعلنت ان «الورشات ستنطلق مجدداً مساء الاحد، ولن نحتاج الى قرار خاص او الى اعلان». وكان المستوطنون قرروا ان يضعوا الاحد رمزياً حجراً أول من حي جديد في مستوطنة ريفافا شمال الضفة الغربية تعبيراً عن «وقف تجميد» الاستيطان. ووعد المستوطنون ايضا بإعلان سلسلة من طلبات استدراج عروض للبناء فور انتهاء قرار التجميد، لاستئناف الاستيطان على نطاق واسع. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع تلفزيون «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي. بي. سي): «أعتقد أن فرص التوصل الى فهم مشترك متفق عليه في شأن فرض حظر (على الاستيطان) وفرص عدم التوصل له متساوية. أعتقد أن فرص وجود عملية سلام أكبر بكثير». في الوقت نفسه، اتهمت أوساط سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل الرئيس باراك اوباما بأنه السبب في تصليب الفلسطينيين مواقفهم من البناء في المستوطنات. وقالت إن دعوته لإسرائيل في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بوجوب مواصلة تجميد البناء في المستوطنات لتتيح مواصلة المفاوضات، لن تسمح للرئيس محمود عباس بإبداء أي مرونة في هذه المسألة «ولن يرضى بأقل من مواصلة تجميد البناء». واضافت أن عباس كان مستعداً لاقتراحات حل وسط تقضي بأن تستأنف إسرائيل «البناء المنضبط» في التجمعات الاستيطانية الكبرى وألا تنشر عطاءات جديدة للبناء في المستوطنات المعزولة، أي تلك التي في قلب الضفة، شرط ألا تعلن إسرائيل رسمياً عن «التجميد المقلص» للبناء، مضيفة: «لكن بعد دعوة اوباما إسرائيل، صلّب الفلسطينيون مواقفهم». إلى ذلك، أكدت التقارير الصحافية أن نتانياهو حسم أمره في الأيام الأخيرة، وأنه لا يعتزم التجاوب مع إلحاح الرئيس الأميركي لمواصلة تجميد البناء، وأنه أبلغ موفد اللجنة الرباعية الدولية توني بلير بهذا الموقف، متذرعاً بأن ائتلافه الحكومي لا يتيح له تمديد سريان قرار التجميد. وأضافت انه على رغم أن الاتصالات الأميركية – الإسرائيلية – الفلسطينية المكثفة في الأيام الأخيرة، وصلت إلى طريق مسدود، فإن ثمة اقتراح حل وسط تحاول الولاياتالمتحدة إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بقبوله يقضي بأن تبني إسرائيل مئات المساكن الجديدة فقط خلال العام المقبل، على أن يتم تحديد أماكن بنائها بالضبط، ومع التزام إسرائيلي بعدم القيام باستفزازات أو نشر عطاءات بناء جديدة، مع العلم أن الأميركيين حددوا عاماً لإنهاء المفاوضات للتوصل إلى تسوية دائمة. وقال مصدر كبير في مكتب رئيس الحكومة لصحيفة «إسرائيل اليوم» إن رئيس الحكومة مستعد للتوصل إلى حل وسط مع الفلسطينيين في مسألة البناء: «بين صفر من البناء وبناء كامل ثمة حلول أخرى، يتوجب على رئيس السلطة الفلسطينية قبول أحدها». وأضافت أن ما يخشاه نتانياهو هو تحميله مسؤولية إفشال المفاوضات، وعليه فهو مستعد لدرس «صيغ حل وسط» تقدم بها الأميركيون، مثل أن يتواصل تجميد البناء في المستوطنات لثلاثة أشهر أخرى، باستثناء مستوطنات القدس و «غوش عتسيون» حيث يتواصل البناء لكن «في شكل منضبط». وأشارت إلى أن نتانياهو لا يعتزم دعوة «المنتدى الوزاري السباعي» لبحث قرار بمواصلة تجميد البناء لإدراكه بأن مثل هذا الاقتراح لا يحظى بغالبية وزارية. في غضون ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان هناك 37 ألف وحدة سكنية جديدة «قيد التخطيط» حصلت على الترخيص من «لجنة التخطيط العليا» في «الإدارة المدنية» لجيش الاحتلال التي فحصت مخططات البناء ونشرتها رسمياً وأتاحت تقديم اعتراضات. وأكدت أن مخططات البناء هذه حظيت أيضاً بتصديق وزارة الدفاع. وأضافت أن بناء 11 ألف وحدة سكنية ينتظر تصديقاً رسمياً من رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات، أي من قادة المستوطنين أنفسهم، بعد أن نالت موافقة الحكومة وسائر الجهات الحكومية. وزادت أنه مع انتهاء فترة تجميد البناء يمكن المستوطنين الشروع في بناء 2066 وحدة سكنية لا تحتاج لأي تصديق جديد.