اعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» تعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسبب ما وصفته قرار «القيادة المتنفذة في منظمة التحرير» العودة الى المفاوضات المباشرة في ظل الشروط الاميركية - الاسرائيلية. في الوقت نفسه، قال مسؤول الخارج في «الشعبية» ماهر الطاهر ل «الحياة» في دمشق ان ذلك لا يعني الانخراط بأية «صيغ بديلة» للمنظمة، لافتاً الى ان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل اتصل به امس ليبلغه «ترحيب» الحركة بقرار «الشعبية». وحذرت «الشعبية» في مؤتمر صحافي عقده ثلاثة من قادتها في رام الله، وهم كل من نائب الامين العام للجبهة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبدالرحيم ملوح، وعضو المكتب السياسي للجبهة النائب خالدة جرار، ومسؤول دائرة الاعلام الحزبي في الجبهة عمر شحادة، من استمرار المفاوضات في ظل ما أسموه «الرعاية الأميركية والمحاولات الإسرائيلية المدعومة اميركياً بفرض مطلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية للشعب اليهودي على جدول اعمال المفاوضات، اضافة الى استمرار الاستيطان والتهويد والحصار، والتمادي في نهج التفرد والاستهتار في صيغ العمل الفلسطيني المشترك، والاستخفاف بالرفض السياسي الفصائلي والمجتمعي». وقالت جرار ان «قرار العودة للمفاوضات المباشرة يشكل تراجعاً خطيراً عن قرارات المجلس المركزي، ويسيء لمنظمة التحرير وما تمثله من هوية فلسطينية وكفاحية للعمل الفلسطيني المشترك»، مؤكدة ان «القرار اتخذ قبل عرضه على اللجنة التنفيذية للمنظمة». وقالت ان «قرار العودة للمفاوضات المباشرة التي فشلت على مدار العقدين الماضيين، يمثل إمعاناً في نهج اوسلو المدمر، ويشكل خضوعاً لمستجدات الإملاءات الإمبريالية الأميركية والصهيونية الهادفة الى تصفية الحقوق التاريخية والوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وفك العزلة عن اسرائيل، وحماية قادتها من عواقب جرائمهم ومجازرهم، والالتفاف على التضامن الدولي المتنامي مع قضيتنا الوطنية، كما انه يشكل غطاءً لممارسات الاحتلال المستمرة في الاستيطان والتهويد والتهجير والحصار والقتل». لكنها اوضحت ان تعليق الجبهة اجتماعاتها في اللجنة التنفيذية لا يعني انخراطها في اي اطر بديلة لمنظمة التحرير، مؤكدة رفض الجبهة تحويل مؤسسات المنظمة الى هياكل شكلية، وكذلك التنكر لها من البعض. واضافت ان الجبهة ناضلت وستبقى تناضل من اجل اصلاح منظمة التحرير وتطويرها واعادة بنائها على اسس وطنية وديموقراطية عبر الانتخابات الشاملة على اساس التمثيل النسبي الكامل، وفقاً لما جاء في اعلان القاهرة في آذار 2005، ووثيقة الوفاق الوطني في حزيران 2006. ودعا ملوح الى الخروج الفوري من المفاوضات المباشرة، وإعادة بناء استراتيجية فلسطينية جديدة للعمل. وكان الطاهر قال في كلمة له في دمشق أمس في اعتصام نظم للتضامن مع الامين العام للجبهة الاسير أحمد سعدات: «نقول للسلطة الفلسطينية كفى عبثاً وتنازلات وتراجعاً، الأمر يتطلب أن نعطي الاهتمام والجهد لإعادة بناء الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. الى متى تعبثون بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وتمثلون من في قرار العودة إلى المفاوضات، إذا كانت الغالبية الساحقة من الفصائل الفلسطينية قالت: لا لهذه المفاوضات». وأوضح: «عندما اتخذ قرار العودة للمفاوضات، كان الحاضرون تسعة فقط، واعترض أربعة من الحضور على العودة للمفاوضات، وبالتالي اتخذوا في القيادة الفردية المتنفذة بثلث أعضاء اللجنة التنفيذية قراراً خطيراً يتعلق بالعودة إلى المفاوضات المباشرة».