كراكاس - أ ف ب، رويترز - توجه الناخبون في فنزويلا الى صناديق الاقتراع امس، لانتخاب برلمان جديد، في اقتراع يشكل اختباراً للرئيس هوغو تشافيز قبل سنتين من الاستحقاق الرئاسي، في مواجهة معارضة تنتظر بفارغ الصبر عودتها الى الساحة السياسية بعد مقاطعتها الانتخابات الاشتراعية الماضية. ويتوقع ان يحتفظ تشافيز بهيمنته على البرلمان في ظل شكوك بقدرة المعارضة على الفوز بأكثر من ثلث المقاعد التي يجرى التنافس عليها وعددها 165 مقعداً. وخلال الحملة الانتخابية، جال تشافيز «الرئيس النائب» في البلاد وحض الناخبين على «ضرب البرجوازية التي لا وطن لها» والتصويت لمرشحي «الشعب». ورجحت استطلاعات الرأي فوز زعيم تيار اليسار في اميركا اللاتينية الذي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بغالبية مقاعد البرلمان، على رغم ارتفاع نسبة الجريمة ومعدل التضخم الى مستوى قياسي. ويريد تشافيز الاحتفاظ بالغالبية الموصوفة التي تتألف من ثلثي مقاعد البرلمان «لتعزيز» ثورته الاشتراكية من دون مواجهة عقبات في فنزويلا التي تملك ثاني احتياطي نفطي في العالم. وبعد مقاطعة المعارضة للانتخابات في 2005، سيطر أنصار تشافيز على البرلمان بغالبية ساحقة، مما سمح للرئيس بتسريع سياسته لتأميم الشركات الوطنية والاجنبية في قطاعات اقتصادية اساسية، مثل المحروقات. اما المعارضة فتأمل هذه المرة دخول البرلمان بقوة لتحقيق توازن فيه. وقالت مارغاريتا لوبيز مايا المرشحة عن حزب «وطن للجميع» المعارض: «اذا فاز تشافيز بفارق كبير، فسيتوجه الى مشروع لسيطرة معززة للدولة يطغى فيه النظام على المجتمع». وتشكل الانتخابات تمهيداً للاقتراع الرئاسي. وأكد تشافيز (56 سنة) انه «مستعد» لولاية جديدة. وأُعيد انتخاب تشافيز المعجب بزعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو، ثلاث مرات منذ 1998، بغالبية مريحة. ودعي حوالى 17,6 مليون فنزويلي الى التصويت، فيما نشر 250 ألف شرطي وعسكري ومن أفراد القوات الخاصة لتأمين سلامة الاقتراع الذي يجرى في ظل أمطار في جزء من البلاد حيث قتل ثمانية اشخاص وفقد ثمانية آخرون في فيضانات منذ يوم الجمعة الماضي. وفي كلمة نقلها التلفزيون، هاجم تشافيز زعماء المعارضة. وقال متحدثاً من القصر الرئاسي: «لن يعودوا أبداً إلى هنا... لن يدخلوا مرة أخرى، هؤلاء عديمو الأخلاق، لصوص لا هوية لهم. انهم خونة وسأظل أقول هذا حتى آخر يوم في عمري». وتفيد الاستطلاعات بأن الاشتراكيين متقدمون بعدد محدود من النقاط المئوية على مجموعة متحدة من أحزاب المعارضة يطلق عليها «الوحدة الديموقراطية». ويقول محللون إنه إلى جانب التغيرات التي أُدخلت على قواعد التصويت والخريطة الانتخابية التي تعتبر في مصلحة الحكومة، فإن هذا يعني أن حزب تشافيز يدخل الانتخابات وفرص فوزه كبيرة.