بكين – أ ب، أ ف ب – بدأ الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس، زيارة الى الصين تستمر ثلاثة ايام، تتزامن مع تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين الجارين. وبدأ مدفيديف زيارته بمدينة داليان شمال شرقي الصين، والتي كانت تخضع لسلطة روسيا، حيث وضع إكليلاً من الورد عند نصب تذكاري لعسكريين روس دُفن أكثر من 20 ألفاً منهم فيها خلال الحملات العسكرية التي شاركت فيها روسيا في الشرق الأقصى، بما في ذلك الحرب الروسية - اليابانية (1904 - 1905)، والحرب العالمية الثانية والحرب الكورية (1950 - 1953). وفي داليان التي طرد السوفيات اليابانيين منها عام 1945، وأعادوا قاعدة عسكرية تابعة لهم الى الصين بعد عشر سنوات، التقى مدفيديف مجموعة من المحاربين الروس والصينيين القدامى، كما زار مركزاً لتعليم اللغة الروسية في «معهد داليان للغات الأجنبية»، وحيث نصح الروس بتعلّم الصينية والصينيين بتعلّم الروسية، في سياق تنمية علاقات التعاون بين البلدين. وشدد مدفيديف الذي يرافقه وفد كبير من رجال الاعمال الروس، من بينهم رؤساء شركات «ترانس نفط» و «غازبروم» و «لوك أويل» و «نورنيكل»، على ضرورة نشر تكنولوجيا المعلومات الحديثة وإتقان استخدامها، في مجرى تحقيق المشاريع الاقتصادية والتقنية والعلمية المشتركة بين روسيا والصين. وأفادت وكالة أنباء «نوفوستي» بأن مدفيديف الذي يزور الصين للمرة الثانية منذ انتخابه رئيساً لروسيا عام 2008، سيلتقي في بكين اليوم نظيره الصيني هو جينتاو، ورئيس الوزراء الصيني وين جيباو ورئيس البرلمان وو بانغو، كما سيفتتح مركزاً ثقافياً روسياً في بكين. وقال سيرغي بريخودكو مساعد مدفيديف إن الرئيسين الروسي والصيني سيشاركان في مراسم تدشين خط أنابيب النفط «سكوفورودينو - داتسين» (فرع خط أنابيب النفط الرئيس سيبيريا الشرقية - المحيط الهادئ)، بصفته أضخم مشروع مشترك بين البلدين. وروسيا أكبر منتج للطاقة في العالم، فيما الصين اكبر مستهلك لها. وعشية زيارته بكين، أشاد مدفيديف بمستوى العلاقات الروسية - الصينية، مشيراً في حديث لصحيفة «الشعب» الصينية الى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يرتفع سنوياً منذ عام 2001، بنسبة 30 في المئة. وقال ان التبادل التجاري خلال النصف الأول من هذا العام، زاد بنحو الضعفين الى 25.5 بليون دولار، مشيداً بتعزيز «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين في شتى المجالات. ورأى أن روسيا والصين «تواجهان مشاكل اقتصادية مشابهة، وتسعيان الى التحديث الشامل للاقتصاد»، مؤكداً أن روسيا «لا تزال متمسكة بمبادئ سياستها الخارجية، وهي البراغماتية والانفتاح وتجنب المواجهة مع دول أخرى لدى تحقيق المصالح الوطنية، والديبلوماسية المتعددة الاتجاهات».