انطلقت قناة نسمة المغاربية في بث برنامج وثائقي يستضيف المناضلة الفلسطينية المعروفة ليلى خالد في أربع حلقات. وليلى خالد هي البطلة التي قامت باختطاف طائرة (TWA) الأميركية من لوس أنجليس إلى روما مارة رمزياً في سماء مدينة حيفا الفلسطينيةالمحتلة، مسقط رأسها. ويتضمن البرنامج شهادة ليلى خالد على مسيرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلاقتها التاريخية بتونس والمغرب العربي الكبير... هذا البرنامج الوثائقي يبثّ حصرياً على قناة «نسمة» على 4 أجزاء بمعدل حلقة كل يوم أحد، بداية من الساعة العاشرة و45 دقيقة ليلاً. في الجزء الأول من الوثائقي الذي أنتجته قناة «نسمة» استرجعت ليلى خالد ذكريات طفولتها في لبنان ومعاناة الفلسطينيين المشردين خلال نكبة 1948. وفي الجزء الثاني من العمل الذي يحمل عنوان «حياة امرأة... ذاكرة شعب» عادت المناضلة الى مسيرة الحركة السياسية التي انتمت إليها منذ شبابها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وتاريخ النساء المناضلات الفلسطينيات ومن بينهنّ هي نفسها. في الجزء الثالث الذي تبثه القناة يوم الأحد 26 أيلول/سبتمبر الحالي روت ليلى تفاصيل عملية اختطاف الطائرة وردود الفعل الدولية وبخاصة في الجبهة الشعبية ولدى الاحتلال الإسرائيلي. أما الجزء الرابع والذي يبث مساء الأحد 3 أكتوبر فسيكون مخصصاً لاستعراض راهن القضية الفلسطينية وإمكاناتها البشرية وتفاعلاتها الدولية وكيفية كسبها. يُذكر أنّ ليلى خالد تحولت إلى رمز للقضية الفلسطينية حتى ألّف الشعراء القصائد فيها وغنّى عنها المغنون. لكن حسها الوطني المتقد حصّنها من الوقوع في فخ النجومية حيث أدركت أن المقاومة يجب أن تظل قاعدية لا نخبوية، لتظل وثيقة الصلة بهموم الشعب، فقررت العودة إلى صفوف المقاومة مناضلةً بسيطة في مجال العمل التربوي والاجتماعي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والعناية في شكل خاص بشؤون النساء اللاجئات من خلال «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية»، الذي لا تزال تنشط إلى اليوم ضمن أمانته العامة بل إنها تجول بلاد العالم لتخاطب المجتمع الدولي من أجل نصرة القضية الفلسطينية... وتبدو ليلى خالد من خلال حلقات البرنامج، امرأة بسيطة ومتفائلة تلوح في عينيها نظرة حزن، تطل من حين لآخر، حين تحكي عن ذكرياتها وتبدو كذلك سيدة مؤمنة أشد الإيمان بقضيتها وبمستقبل فلسطين. وشأنها شأن أية سيدة، تخالجها مشاعر الإنسانية والأمومة، لا يصعب على ليلى خالد أن تنزع ببساطة «رداء المناضلة»، والسياسية، لتعترف بإنسانيتها وآدميتها البسيطة، بعيداً من الصورة الرمزية التي التصقت بشخصيتها منذ 1969، وتقول خالد إنّ اختطاف الطائرة لم يكن سوى تكتيك للتعريف بالقضية الفلسطينية وإسماع العالم صوت هذا الشعب الواقع تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.