ستوكهولم، لندن - أ ف ب، رويترز - أطلقت الشرطة السويدية رجلاً كانت اعتقلته للاشتباه ب «التحضير لنسف طائرة» في مطار ستوكهولم الدولي أمس، وذلك بعد هبوط اضطراري لطائرة «بوينغ 777» تابعة للخطوط الباكستانية، من دون أن توجه أي تهمة إليه. وكان ناطق باسم مطار ستوكهولم أعلن أن الطائرة التي نفذت رحلة بين مدينتي تورونتو الكندية وكراتشي الباكستانية وعلى متنها 273 مسافراً، لم يكن مقرراً أن تهبط في السويد. و«حطت من دون مشاكل بسبب إنذار بوجود قنبلة، قبل الشروع في إجلاء المسافرين». ونزل الركاب ببطء، وتحركوا في طابور إلى حافلات كانت تنتظرهم. وشوهد رجال شرطة مسلحون يتخذون مواقع قرب الطائرة، لكن الضباب جعل من الصعب رؤية ما يحدث بوضوح، علماً أن عدداً من سيارات الشرطة وقفت قرب الطائرة، وعلى مسافة أبعد عدد أكبر من آليات الشرطة وسيارات إطفاء. وقالت جين هيدلاند الناطقة باسم شرطة استوكهولم إن «امرأة اتصلت بالشرطة الكندية بعدما أقلعت الطائرة من كندا، وأبلغتها أن رجلاً على متنها يحمل متفجرات لم نعثر على أي منها، علماً انه مر بكل التفتيشات الأمنية قبل صعوده الى الطائرة». وصرح سيد سلطان حسن، الناطق باسم شركة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية بأن الطيار أبلغ الشركة فقط انه سيهبط لأسباب أمنية في السويد، وجميع الركاب وأفراد الطاقم بخير. على صعيد آخر، رأى خبراء أن المؤسسات الدولية لا تستطيع، «حتى من بعيد»، معالجة مشاكل عادية يمكن أن تؤدي الى تفاقم أزمات أمنية، على غرار تسبب تفجير مهاجمين مجهولين «قنبلة قذرة» في مضيق هرمز في اضطرب حركة التجارة والملاحة العالمية والحاق أضرار بالأسواق المالية، أو اجتياح فيضانات مدمرة مستودعاً للأسلحة في باكستان، ما يثير مخاوف في شأن الأمن النووي. وقالت بولين بيكر رئيسة صندوق السلام، وهي جماعة لا تسعى للربح تهدف لمنع النزاعات: «لم تلاحق الممارسة الديبلوماسية هذه التهديدات المعقدة. نحتاج الى هيكل دولي جديد لمنع الأزمات والاستجابة لها»، علماً أن مراقبين ينظرون الى محافل مثل مجلس الأمن ومجموعة الدول العشرين التي تضم دولاً غنية ونامية والمنظمات الإنسانية المتعددة الأطراف على انها مترهلة أو تفتقر الى الشرعية، مؤكدين انها ستجد صعوبة كبيرة في توفير استجابة سريعة. وفيما يمكن أن تنتشر أزمة محلية على مستوى العالم خلال دقائق أو ساعات في عصر تحركه الأنباء، يقول محللون إن «عقلية قادة العالم لا تزال تتسم بضيق أفق شديد لدى التخطيط الأمني، ويجب أن يستعدوا للتحرك بسرعة وتقارب أكبر لتنسيق الاستجابة». واعتبر غريغ اوستن، نائب رئيس برنامج التنمية والاستجابة السريعة في معهد الشرق والغرب، إن إدارة الأزمات العالمية غير ملائمة في كل المجالات، باستثناء التقدم الذي تحقق في متابعة الأوبئة وموجات المد العاتية، مشيراً الى أن نوعية نظام التحذير والاستجابة الذي تطبقه منظمة الصحة العالمية لمواجهة الأوبئة وموجات المد العاتية ضروري في مجالات أمن شبكة الانترنت والطاقة والمياه والمخاطر المناخية وكوارث طبيعية أخرى. وقالت سيلينا رياليو، رئيسة المؤسسة الاستشارية العالمية (سي بي آر) إن «المشكلة تفاقمت مع حقيقة فقدان دول في ظل العولمة بعض النفوذ لمصلحة قوى غير رسمية مثل شركات متعددة الجنسيات وجريمة منظمة وإرهابيين». وأبدى محللون اعتقادهم بأن تفجير متشددين قنبلة قذرة في مضيق هرمز ربما لا يكون أسوأ سيناريو، لأن كوارث بهذا الحجم تقود في نهاية المطاف لرد فعل موحد. وأضافوا أن «الأزمات التي تكتسب زخماً مبكراً في مناطق نائية ستواجه صعوبة أكبر في جذب اهتمام قادة العالم بسرعة كافية، ما يزيد صعوبة إدارة التوترات». وصرح ايان برمر رئيس مجموعة اوراسيا لاستشارات الأخطار بأن «النظام العالمي اقل استعداداً للتعامل مع مشاكل متزامنة في أكثر من دولة مما كان عليه قبل سنتين».