جميعنا نواجه نوبات من السعال، إذ إنه العارض المرضي الأول الذي يجعل الأفراد يراجعون الأطباء وفق ما أشار مركز "السيطرة على الأمراض والوقاية منها". وعلى رغم أن غالبية نوبات السعال تكون موقتة، إلا أن هذه النوبات الموقتة من الممكن أن تكون مؤشراً ناجماً عن إصابة المريض بأمراض أخرى مثل الربو والتهاب الرئة والسعال الديكي وغيرها. وأشار موقع مجلة "تايمز" إلى أن نوبة السعال التي تستمر لمدة ثلاثة أسابيع بسبب البرد، وغالباً ما تكون جافة مع القليل من البلغم، من الممكن أن تستمر لمدة شهر أو أكثر لاحقاً. إذ أشارت الطبيبة ديسبنغيتس إلى أن فيروس البرد من الممكن أن يهيج النهايات العصبية في المجرى التنفسي لديك، الأمر الذي يجعلها حساسة لفترة من الوقت بعد زوال أعراض البرد ذاته. وأشار أستاذ الطب الرئوي في جامعة كاليفورنيا غيرارد فرانك إلى أن الحل الوحيد لهذه الحالة هو الانتظار وشرب الأدوية التي تساعد على تخليصك من البلغم. وإذا استمرت نوبة السعال لثمانية أسابيع أو أكثر من الممكن أن يكون ذلك مؤشراً إلى إصابتك بسيلان الأنف المزمن التي يتراكم فيها المخاط في الجيوب الأنفية وينزل إلى الجزء الخلفي من البلعوم. ويشير الطبيب فرانك إلى أنه لا يوجد فحص لمعرفة ما إذا كنت مصاباً بهذه الحالة، إلا أن سيلان الأنف أو الاحتقان قد يكون مؤشراً إليها. ولأنها شائعة جداً فإن أطباء الأنف والأذن والحنجرة بغالبيتهم سيصفون لك علاج خاصاً بها لمجرد اشتباههم بمعاناتك منها. ولعلاجها غالباً ما يوصي الأطباء بتنظيف الأنف بالماء المالح، أو بإعطاء منشطات أو مضادات للهيستامين للتقليل من الالتهاب. وأشار فرانك إلى أن لون البلغم يعد أمراً ضرورياً جداً لتشخيص الحالة، إذ إن اللون الأخضر أو الأصفر غالباً ما ينم عن وجود إلتهاب بكتيري، وفي هذه الحالة سيتطلب الأمر استخدام المضادات الحيوية لعلاج الحالة. يذكر أن من يصابون بالربو قد يعانون من نوبات متواصلة من السعال أيضاً وتشتد ليلاً أو عند تنفس الهواء البارد أو عند التعرض لمثيرات التحسس مثل وبر الحيوانات والغبار وحبوب اللقاح. وللتخلص من نوبات سعال الربو من الممكن أن يصف لك الطبيب بخاخات الاستنشاق الخاصة بتوسعة الشعب الهوائية التي يتم استخدامها مرتين في اليوم لبضعة أسابيع إلى حين انحسار نوبات السعال أو باستخدام مضادات الهيستامين أو حقن الحساسية. وكذلك، يرتبط ارتجاع المريء ب25 في المئة من حالات السعال المزمن تقريباً، إذ يعمل تسرب حمض المعدة إلى المريءعلى تهيج النهايات العصبية، ما يؤدي إلى السعال المستمر. ولكن يمكن أن يكون من الصعب تشخيص المرض، إذ أشار الدكتور ديسبينتغوس إلى أن ليس كل من يعانون من ارتجاع المريء يشعرون بالحرقة، إذ إن بعضهم قد يعاني من نوبات السعال بعد الطعام أو عند الاستلقاء ليلاً أو الاستيقاظ صباحاً، أو قد يملكون صوتاً أجش متقطعاً مع السعال، الأمر الذي قد يشير إلى الإصابة بارتجاع المريء. ولمعالجة السعال الناتج من ارتجاع المريء من الممكن أن يتم تناول جرعات أكبر من الأدوية المانعة الحرقة، وكذلك خسارة الوزن من الممكن أن تساعد في تخفيف الحالة إذا كان صاحبها يعاني من الوزن الزائد، إضافة إلى محاولة رفع الجزء العلوي من السرير للتخفيف من تسرب الحمض إلى الحنجرة. وقد تشير نوبات السعال القوية التي يصاحبها البلغم الأخضر أو الأصفر أو حتى الدم والقشعريرة والحمى، مع الشعور بالألم عند السعال، إلى الإصابة بالتهاب الرئة الذي ينتشر فيه الالتهاب بالجهاز التنفسي ما يتسبب بملء حويصلات الهواء بالقيح، الأمر الذي من الممكن أن يهدد حياة الإنسان في غضون أيام من الإصابة به. ولعلاج هذه الحالة يجب عمل صورة أشعة سينية للصدر للتأكد من الإصابة، إلا أن بعض الأطباء قد يشخصون الحالة من خلال السماع إلى صوت الرئة بالسماعة الطبية وفق ما أشار الطبيب فرانك، وغالبية الحالات تكون سببها البكتيريا ويتم علاجها بالمضادات الحيوية. ومن الممكن أن يكمن وراء نوبات السعال المتواصلة مرض السعال الديكي الشديد العدوة الذي عاد هذه الأيام إلى ساحة الأمراض التنفسية بتسجيله 18 ألف حالة في أميركا في العام 2015، ويأتي اسم هذا المرض من صوت الديك إذ إن نوبة السعال التي تنتاب المصاب تجعله يحاول التقاط أنفاسه مصدراً صوت يشبه صوت الديك. ويمكن علاج مرض السعال الديكي باستخدام المضادات الحيوية لتقليل الأعراض في الأسابيع الثلاثة الأولى من الإصابة، وتعمل أيضاً المضادات الحيوية على تقليل خطر انتقال العدوة من وإلى الآخرين، خصوصاً الأطفال الذين قد يتسبب هذا الفيروس بوفاتهم. وقد تتطلب بعض نوبات السعال التي لا يمكن تحديد سببها إجراء صورة أشعة سينية للصدر للتأكد من عدم إصابة المريض بالانسداد الرئوي المزمن أو سرطان الرئة، إضافة إلى ضرورة النظر في الأسباب التي تهيج المجرى التنفسي لدى المريض مثل التلوث والعفن أو الدخان. ويجب كذلك النظر في الأدوية التي يتناولها المريض، إذ إن بعض أنواع العقاقير قد تثير السعال مثل الأدوية المثبطة لأنزيم الأنغيوتنسين التي يتناولها من يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ويضيف الطبيب ديسبينتغوس أن بعض نوبات السعال قد يكون سببها فرط الحساسية لدى بعض الأفراد، والتي يمكن علاجها عبر تجربة طرق عدة منها تجنب التعرض لبعض المهيجات واستخدام أدوية لتخفيف النوبة. ويمكن علاج نوبات السعال عبر استخدام العلاجات المنزلية مثل العسل الذي أشار الطبيب إلى قدرته والمحاليل السكرية اللزجة على تقليل نوبات السعال، إضافة إلى القدرة على استخدام محلول المنثول الذي يعمل على ترطيب الحنجرة وتهدئتها. وأضاف أيضاً أن لحمام البخار الدافئ القدرة على فتح مجرى التنفس وتهدئة الحنجرة والتخفيف من المخاط. وأوضح الطبيب فرانك أن القهوة أيضاً لها القدرة على تهدئة السعال، إذ أثبتت الدراسات قدرتها على فتح مجرى التنفس.