تنطلق الثلثاء المقبل فعاليات ملتقى جواثى الثقافي الذي ينظمه نادي الأحساء الأدبي في نسخته الثانية، برعاية محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي في مقر غرفة الأحساء. ويشهد «جواثى» الذي تستمر فعالياته على مدى يومين خمس جلسات علمية يطرح من خلالها 15 محاضرة تتناول محور«الأحساء في كتابات الرحالة»، يشارك بها عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين في التاريخ من المملكة وخارجها، إضافة إلى الحفلة الخطابية التي يرعاها محافظ الأحساء، وأمسية شعرية لفرسان برنامج «أمير الشعراء» في نسخته الأولى 2007 وهم: الشاعر كريم معتوق من الإمارات، والشاعرة روضة الحاج من السودان، والشاعر جاسم الصحيح «عضو مجلس إدارة النادي». وقال رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور يوسف الجبر إن النادي «حريص على تكريم المفكرين والمثقفين والأدباء والإعلاميين، تقديراً من النادي لعطائهم ونتاجهم وإسهامهم على مستوى الوطن، وتكريم الجهات والشخصيات الداعمة للنادي كشيء من رد الجميل لهم لما يبذلونه ويقومونه لدعم مسيرة النادي الأدبية والثقافي». وعدّد الجبر الشخصيات الثقافية والفكرية التي سيكرمها النادي، وهي: الدكتور قيس آل الشيخ مبارك، الكاتب محمد بن علي الهرفي، الشيخ عبد الهادي الفضلي، السيد هاشم محمد الشخص، الكاتب خليل الفزيع، الشاعر عبداللطيف العقيل ،الشاعر عبدالله الرومي، الشاعر بسيم عبد العظيم، محمد إياد العكاري، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت بدر الرفاعي، المدير التنفيذي لدائرة الثقافة والآداب بدولة الإمارات بلال البدور. أما الشخصيات الإعلامية التي سيتم تكريمها نظير متابعتهم المستمرة لأنشطة النادي منذ تأسيسه، وهم: من دولة قطر صالح غريب (مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة الشرق القطرية)، عبد الله القنبر رحمه الله -، أحمد المغلوث، عدنان الغزال، فاطمة عبد الرحمن، وفاء السعد، إضافة إلى تكريم بعض الجهات الحكومية. وأشار رئيس «أدبي الأحساء» إلى أن اختيار عنوان «الأحساء في كتابات الرحالة» يتزامن مع مرور 100 عام على دخول الملك عبدالعزيز - رحمه الله - للأحساء في العام 1331، وأن: «من أهداف الأندية الأدبية التي رسمتها وزارة الثقافة والإعلام إبراز المشهد الثقافي في المنطقة والوطن عموماً، وقد وجدنا مع الزملاء في اللجنة العلمية التي تشرف على اختيار مواضيع ملتقى جواثى الثقافي كل عام أن موضوع أدب الرحلات إلى الأحساء ورصد مشاهدات الرحالة الذين وفدوا إلى هجر يتضمن مادة ثقافية متميزة، وهو جانب لم يحظ بالعناية في السابق»، مضيفاً: «أن هذه الكتابات التي دونها الرحالة الزائرون لمدينتنا في الماضي تقدم دروساً عميقة في الكتابة والتحليل وطريقة قراءة الأحداث والمواقف وصياغة المشاهدات، ولذلك تأسست القناعة بأهمية هذا الموضوع وجاذبيته، فالفطرة البشرية تحن إلى الماضي، وتأنس بمتابعة تفاصيله». وعن مشاركة عدد من الباحثين من داخل الملكة وخارجها قال: «إن أهداف الملتقيات الثقافية أكبر من تقديم المنجز المحلي، بل هي تسعى إلى تجسير العلاقة مع الثقافة والمثقفين في العالم كله، وتهيئة بيئة ثقافية تجتمع فيها أفكار ورؤى ومدارس متعددة، وفوائد هذا التعارف الثقافي كثيرة جداً، فالمثقفون في مجتمعنا المحلي يتمكنون من الوقوف على تجارب الآخرين، وسماع شكل جديد من أشكال الخطاب الثقافي»، مبيناً: « أن المثقف من خارج الحدود يتعرف على الثقافة المحلية وتجلياتها ومنجزاتها، وإن كنا في الماضي نسمع عن الرحلات العلمية، إذ يقوم الراغب في المعرفة بقطع آلاف الكيلومترات للالتقاء بالعلماء والمفكرين في البقاع الجغرافية الأخرى فقد تيسر الأمر في عصرنا الحديث عبر بوابات عدة ومنها بوابة الملتقيات الثقافية». وعن معايير اختيار الشخصية التي سيتم تكريمها أشار إلى أنه:» يتم اختيار الشخصيات المكرمة من مجلس إدارة النادي، وذلك خلال فترة زمنية ممتدة، تتجاوز ثلاثة أشهر، يتم خلالها البحث عن الشخصيات الثقافية التي خدمت المشهد الثقافي والأدبي في مجتمعاتنا، وأثرتْ الحراك الثقافي بعطاء مميز، وأصبح لها حضورها المبدع في الفعاليات الثقافية، وقادتها موهبتها الفطرية إلى تقديم منتجات ثقافية مفيدة للحياة العلمية والمعرفية». وحول تكريم شخصيات غير سعودية أوضح أن: «سمعة نادي الأحساء الأدبي تخطت الحدود الجغرافية، وأسست لها مكانة مرموقة في العديد من المجتمعات الثقافية العربية، ولذلك يتم استضافة أعضاء النادي بشكل دوري في الملتقيات الثقافية في الدول الشقيقة، وهناك تبادل ثقافي مدروس بيننا»، مضيفاً أنه: «تم اختيار بعض الشخصيات الثقافية من خارج الحدود لتكريمها، لأن الثقافة وشيجة عميقة تجمع محبيها وإن تباعدت ديارهم، ونحن نؤمن بأن التكريم قيمة رفيعة، وأدب ثقافي مهم، ولابد من تقديمه لمن يستحقه». ويرى الجبر أن: «ما قدمه الداعمون لنادي الأحساء الأدبي هو بينة صادقة على حب الجميع للأدب واحترامهم للثقافة، وإيمانهم بأهمية ذلك في تطور ونهضة المجتمعات، وهي استجابة واضحة للتوجه العام في دولتنا الكريمة التي ترعى الثقافة وتخدم المثقفين، ويمكن الاستدلال على هذا الاهتمام العام من خلال رعاية ودعم القيادة للمؤتمرات والملتقيات الثقافية، وإقامة المهرجانات الثقافية الدولية مثل مهرجان الجنادرية الذي يشكل عرساً ثقافياً كبيراً لوطننا، ويمكن أيضاً متابعة جهود وأنشطة وزارة الثقافة والإعلام لنؤمن بأن رعاية العمل الثقافي مستقر ضمن الأولويات في خطط التنمية لدولتنا الكريمة». وحول كتاب «قاموس معجم شعراء الأحساء» الذي يتزامن إصداره مع انعقاد «ملتقى جواثى» ويضم ترجمة لمئة شاعر وشاعرة من الأحساء في ربع قرن في الفترة:1401-1430ه قال: «إن الأدب المحلي في الأحساء أدب غني وثري بفنونه ومنجزاته، وهو يستحق الرصد والتسجيل من الجهات الثقافية ومنها الأندية الأدبية، ولذلك وقع اتفاق أعضاء مجلس الإدارة على تشكيل لجنة علمية لتشرف على تدوين سير شعراء الأحساء المعارضين ابتداء من العام 1401- 1430ه»، مضيفاً: «أننا وجدنا دراسات كثيرة عن شعراء هجر في الماضي، ولكن لم يكن هناك مشروع شامل للشعراء المعاصرين، وهو ما حفزنا على إنجاز هذا القاموس الأدبي، وقد سار العمل خلال سنة كاملة على أقدام الهمة والحماسة، وتمكنا بفضل الله من تحرير سيرة نحو مئة شاعر وشاعرة من الأحساء مع عرض بعض من نتاجهم الأدبي، وقد تجاوزت صفحات المعجم 500 صفحة».