ينطلق في الرياض الشهر المقبل مؤتمر «المنتدى السعودي للمباني الخضراء 2010»، والذي يتناول للمرة الأولى الجهود المبذولة من المملكة لرصد ومراقبة الأثر البيئي للمباني وتعزيز كفاءتها من خلال التركيز على تصميم المباني الخضراء المتوافقة بيئياً.وسيتعرف المشاركون على المبادئ التوجيهية والاستدامة وقوانين البناء ونظم التقييم والمبادرات الخضراء التي يجري وضعها وتنفيذها في المملكة، اضافة إلى العديد من العروض والأمثلة ودراسات الحالة لعدد من المشاريع الجديدة والمثيرة من جميع أنحاء المملكة. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 100 مشارك يعملون في قطاع البناء والتشييد، بمن في ذلك كبار مسؤولي القطاع العام، ومديرو الشركات العقارية والشركات المعمارية والمهندسون وغيرهم من المهنيين والمسؤولين عن قوانين الاستدامة والتشييد المرتبطة بها. وقال رئيس مجلس ادارة «ميد ايفنتس» إدموند أوسوليفان إن مؤتمر السعودية للمباني الخضراء للعام 2010 سيكون فرصة ممتازة للمسؤولين ورجال الأعمال والمهنيين لتبادل المعلومات والأفكار حول آخر التطورات المتعلقة بالمباني الخضراء والتنمية المستدامة». وسيحضر المؤتمر عدد من المتحدثين الرائدين في هذا المجال، والذين سيتطرقون الى كل المواضيع المهمة ذات الصلة، وذلك بهدف تمكين المشاركين خلال فترة المؤتمر والتي تستمر لثلاثة أيام من فهم المدى الكامل لنهج المملكة السباق في هذا الإطار والتنسيق بين مختلف الوكالات للحد من الأثر البيئي لقطاع البناء المزدهر في المملكة. وأوضح أن عدداً من الممثلين الرئيسين من مجموعة من كبار المسؤولين في القطاعين العام والخاص والشركات العاملة في المملكة سيشاركون في المؤتمر. مشيراً إلى أنه تأكدت حتى الآن مشاركة كل من وزارة المياه والكهرباء السعودية والشركة السعودية للكهرباء، المجلس السعودي للأبنية الخضراء، شركة الرياض للتعمير، دار الهندسة، هيئة المدن السعودية (مُدن)، عمرانية للاستشارات الهندسية، جامعة الملك سعود، والذين سيرسلون متحدثين إلى المؤتمر. وكان نضوب موارد الأرض والحاجة العالمية الملحة لتوفير الطاقة والمياه، بعد انتشار النشاط العمراني الواسع حول العالم، قد دفع الحكومات واستراتيجيي القطاع الخاص إلى اعتماد مفهوم المباني الخضراء، وذلك لتقليص استنزاف الموارد الطبيعية واستثمارها على أفضل وجه. وهناك قبول واسع الآن بمبدأ أن المنازل والمباني التجارية ينبغي أن تتضمن القيم الخضراء لتقليل تأثيرها على البيئة سواء أثناء عملية البناء أو من خلال عمر المبنى. إن الهدف من المباني الخضراء هو بناء هياكل تكون مستدامة بيئياً وقادرة على استدامة الموارد الطبيعية للأرض. وتقوم المباني الخضراء باستخدام كميات أقل من المياه وتحسين كفاءة الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتوليد نسبة أقل من النفايات والتلوث وتوفير أماكن صحية لساكنيها بالمقارنة بالمباني التقليدية. وتقدر البصمة البيئية للمملكة اليوم بحوالى 4.5 هكتار أي ضعفي المعدل العالمي للفرد الواحد. وتحتل السعودية المرتبة ال 20 بين الدول ذات التحدي الأعلى بيئياً. وعليه، ترى الحكومة السعودية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع بضرورة عمل شيء لتقليل استنزاف الموارد وتحسين البيئة السكنية للمواطنين. وقال الأمين العام لمؤتمر السعودية للمباني الخضراء فيصل الفضل إن المطورين السعوديين بدأوا يبحثون عن سبل لتشييد بنايات أكثر كفاءة واستدامة، وان البناء المستدام يعتبر خياراً رئيساً الآن، ومع تزايد الاهتمام الحكومي فالأمور تحتاج إلى بعض الوقت فقط قبل أن تصبح المبادئ التوجيهية الخضراء إلزامية. ففي المملكة العربية السعودية ودول أخرى في منطقة الخليج، أدركت الحكومات والوكالات الخاصة وغيرها من أصحاب المصلحة الرئيسين، الدور المهم للمباني الخضراء في الحد من استهلاك المياه والطاقة وتقليل النفايات والتلوث. وأضاف اننا نعتقد أن مؤتمر السعودية للمباني الخضراء 2010 سيلعب دوراً رئيسياً في تقاسم المعلومات والمعرفة حول الاتجاهات العالمية في هذا المجال وبالتالي النهوض بمجال أعمال البناء المستدام في المملكة. ولفت الى أن صناعة البناء السعودية التي تبلغ قيمتها أكثر من بليون ريال وهي مدفوعة إلى حد كبير من مشاريع البنية التحتية الكبيرة والمتوسطة وتزايد الطلب على المساحات السكنية والتجارية. ومع التركيز الكبير على مبادئ الاستدامة فإنه من المتوقع أن تنمو السوق السعودية للمنتجات والخدمات المرتبطة بالمباني الخضراء بسرعة كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة».