للسواد في ثوب أمي ذاكرة لا تشيخ لذا قدمتني له وقالت: ضمه الى صدرك فضمني الى القصيدة قدمتني للبكاء وقالت له: اغمره بمياهك فاغرورقت عيناي بالفجيعة قدمتني للألم وقالت له: هذا شقيقك فابتسم لي الحزن واعشوشبت على ضفاف طفولتي شظايا من حروف * * * أيها الطبيب يا من عالجت الطبيعة حين سعلت هل لديك عقار يزيل حزن أمي ويخفف عن قلبي وطأة هذه المحنة التي خرجنا من رحمها؟ * * * صعدت على جواد القصيدة وحاورت جبلاً ما اعتليت منبراً للجمال لأقع في هوى نجمة مشعة فصفق لي السحاب الخجول تلألأت صورتي على خد موجة مهاجرة وكان اسمي شبيهاً بالماء والخضرة الداكنة في سماء السواد لكن كل هذه التألقات هل تبهج قلب أمي؟ * * * أقولها وأعيد وأصقل: الرياح ترضع السماء في عبورها الى مدن البرق لذا لا يصيب الوهن أقدام المطر أما نحن الغاطسين في ظلام محيطات مستديمة فغالباً ما نستسلم للحياة لأننا أولاد محنة اسمها الأمهات