أعلنت الأممالمتحدة اليوم (الخميس) أن فرقها تقوم بتوزيع آخر الحصص الغذائية على السكان المحاصرين في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، والتي لم تصلها أي مساعدات منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، داعية الأطراف إلى السماح بدخول المساعدات. وقال رئيس مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة يان ايغلاند «يجرى في هذا الوقت توزيع آخر الحصص الغذائية. لن يعود هناك ما يمكن توزيعه الأسبوع المقبل». في موازاة ذلك، قالت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلاً عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله إن الجيش الروسي سيستمر في ترتيب عمليات وقف النار لأغراض إنسانية في سورية. ميدانياً، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محيط قريتي الهيشة وخنيز في ريف الرقة الشمالي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في خطوة تهدف إلى سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» على مزيد من المناطق للتقدم نحو مدينة الرقة. إلى ذلك، أكد قائد ميداني أن عاصفة من الغبار تعيق تقدم «قوات سورية الديموقراطية» في المنطقة الصحراوية نحو الرقة، وتشل كذلك قدرة طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية على رصد تحركات تنظيم «داعش». وقال القيادي الذي رفض الكشف عن هويته والموجود على أطراف مدينة عين عيسى، الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة «الوضع خطر اليوم جراء الغبار الذي يملأ سماء المنطقة ونتخوف ان يستغل داعش هذا الوضع للتسلل وشن هجوم معاكس». وأوضح أن «الغبار يعيق أيضاً حركة طائرات التحالف التي لا تتمكن من تحديد أهدافها أو رصد تحركات داعش بسبب انعدام الرؤية». وكان المئات من سكان القرية نزحوا منها في اليومين الاخيرين اثر بدء طائرات التحالف توجيه ضربات على مواقع «داعش» فيها. وأفاد القيادي الميداني بأن «مقاتلي قوات سورية الديموقراطية الذين يتقدمون من محوري سلوك وعين عيسى يقتربون من الالتقاء عند نهر البليخ» الذي تقع بلدة الهيشة على ضفافه. وأوضحت الناطقة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ احمد: «قواتنا تقترب من الالتقاء، وتعتمد استراتيجيتنا على التقدم وفق مراحل ومحاصرة العدو ضمن مناطق واسعة تمهيداً لبدء عمليات التمشيط». وأضافت انه «بعد السيطرة على 15 قرية والكثير من المزارع منذ بدء الهجوم، استطعنا قطع ثلث المسافة نحو مدينة الرقة إذ احرزنا تقدما باتجاهها بمسافة 15 كيلومتراً ولا يزال يفصلنا عنها ثلاثون كيلومتراً». ودفعت المعارك والغارات الالاف من سكان القرى الواقعة في ريف الرقة الشمالي الى النزوح خشية من استخدامهم دروعاً بشرية. وأحصت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم، نزوح أكثر من خمسة آلاف شخص منذ بدء الهجوم السبت، من مناطق الاشتباك في اتجاه مدينة عين عيسى. وقالت انهم يعيشون في ظروف صعبة جراء النقص في المساعدات. ونشرت صفحة «الرقة تذبح بصمت» على موقع «تويتر» صورة لنزوح أهالي قرية الهيشة إلى الصحراء بعد الغارة التي نفذها التحالف الدولي من طريق الخطأ، والتي أدت الى مقتل 23 مدنياً من القرية.