كشفت الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة امس عن اعتقال شبكة عملاء قالت انهم تمكنوا من اختراق فصائل المقاومة وساهموا في اغتيال قيادات لها وساعدوا اسرائيل خلال حربها على القطاع اواخر العام 2008. واشارت خلال مؤتمر صحافي الى «اعترافات خطيرة» من هؤلاء العملاء عن المهمات الامنية التي نفذوها، والتي طاولت جمع المعلومات واختراق المقاومة وزرع عبوات ناسفة. وجاء الاعلان عن كشف الشبكة بعد ساعات قليلة من اصدار محكمة عسكرية تابعة ل «حماس» حكماً بالاعدام رمياً بالرصاص على فلسطيني دين بالتعاون مع اسرائيل. ولوحظ ان المؤتمر الصحافي الذي نظمته وزارة الداخلية على عجل وبعد تردد، حمل معه رسائل متعددة، اذ وجه ضربة موجعة الى جهاز الامن العام الاسرائيلي (شاباك) الذي يعمل على تجنيد العملاء الفلسطينيين، وحمل رسالة قوية الى العملاء لدعوتهم الى التوبة قبل فوات الأوان. كما وجه رسالة الى السلطة الفلسطينية من خلال اتهام الطبيب «الفتحاوي» جمعة السقا بالعمالة خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة والتنسيق مع الاحتلال والسلطة من اجل «الهرب» الى الضفة قبل اسابيع قليلة. ولعل الرسالة الأهم هي محاولة قطع دابر الاشاعات الكثيرة التي انتشرت بسرعة على نطاق واسع في القطاع خلال الاسابيع الاخيرة وطاولت اتهام عدد من الشخصيات الاعتبارية والرسمية وشبه الرسمية بالعمالة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية ايهاب الغصين في المؤتمر الصحافي ان «الاجهزة المختصة نجحت في الحصول على اعترافات خطية وكشفت العديد من العملاء الذين وقفوا وراء عمليات اغتيال». واضاف ان مهمات العملاء تراوحت بين تحديث «بنك المعلومات» لدى اجهزة الامن الاسرائيلية، واختراق صفوف المقاومة وجمع معلومات عنها، وزرع عبوات ناسفة. لكنه اكد ان «الاحتلال عجز عن تحويل غزة الى مستنقع من العمالة والخيانة». وقال ان الذين سلموا انفسهم في اطار «حملة التوبة» سيعاد تأهيلهم بدلا من محاكمتهم، ولن تنشر هوياتهم. وتطرق المؤتمر الصحافي الى الاجهزة التي كانت بحوزة العملاء المعتقلين، اذ عرض نائب رئيس جهاز الامن الداخلي محمد لافي «اجهزة لتحديد المواقع واجهزة مراقبة وتصوير وبث مباشر تستخدم في رصد تحركات المقاومة لاستهدافها». كما عرض جهاز تصوير على شكل علبة مناديل ورقية تحوي جهاز تصوير «مزود كاميرا وخاصية بث مباشر يتحكم بها ضابط مخابرات اسرائيلي ويضعها العميل في سيارته التي يُطلب منه وضعها في مكان محدد». وقدم لافي «جهازاً آخر على شكل شاحن بطاريات بداخله جهاز متطور لرصد الاتصالات اللاسلكية لعناصر المقاومة واعادة بثها الى مخابرات الاحتلال»، اضافة الى جهاز جوال حديث «يستخدم في تصوير المواقع ثلاثية الابعاد وبثها». واوضح ان «قوات خاصة اسرائيلية وضعت الجهاز في علبة مموهة قرب منطقة حدودية وطلبت من عميل أخذها». كما عرض رصاصاً مفخخاً يروج له العملاء بين عناصر المقاومة، موضحا انه «يعمل على تخريب اسلحتهم والانفجار بمستخدميها احيانا»، اضافة الى «عبوة مضادة للافراد بحجم صغير جدا تنفجر حال مرور شخص فوقها». واشار لافي الى «وجود نساء بين المعتقلين يتم التعامل معهن معاملة خاصة لانهاء ملفاتهن». وقبل ساعات من الكشف عن الشبكة، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في غزة حكماً «بالاعدام رمياً الرصاص على المتهم عمر حميدان كوارع من سكان مدينة خان يونس» جنوب قطاع غزة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «المحكمة دانت المتهم بالتهمة المنسوبة إليه وهي التخابر مع جهات معادية». وأضافت أن «الحكم صدر وجاهياً وبالإجماع». وكانت الحكومة اعدمت في نيسان (ابريل) الماضي فلسطينييْن دينا بالتعاون مع اسرائيل.