جدد المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز التأكيد ان المحكمة الخاصة بلبنان «كيان مستقل أنشأها مجلس الأمن وهي منفصلة عن الأممالمتحدة، وعملها سيستمر ولن يتأثر بأحداث يوم واحد». وعبر السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون عن الموقف نفسه بتأكيده «أن هذه المحكمة، التي أنشئت بقرار من مجلس الأمن، تتابع عملها، ولن يوقفه شيء قبل الانتهاء من مهمتها والتي هي كشف الوقائع وإظهار الحقيقة». والموقفان ادلى بهما المسؤولان الاجنبيان بعد زيارة كل منهما امس، رئيس الحكومة سعد الحريري الذي التقى ايضاً السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيلي في زيارة بروتوكولية. وأوضح وليامز ان البحث مع الحريري تركز على «التطورات في لبنان خلال الأسابيع الماضية، والمستجدات الإقليمية وعبرت عن دعمي القوي جداً ودعم الأممالمتحدة للقرار المتخذ في مجلس الوزراء هذا الأسبوع لوضع حد للخطاب الذي ساهم في توتير البلاد». وأشاد ب «المواقف المبدئية» للحريري «لجهة دعمه المستمر للوحدة والحوار ورفضه الحازم للتفرقة والاستقطابات التي ميزت الفترة الماضية»، وشدد على ان «الحوار الوسيلة الأفضل لمقاربة أي قضية حساسة، سواء في لبنان أم في أي بلد آخر في العالم. ونتلاقى مع الرئيس الحريري على أن على كل اللبنانيين أن يحموا مؤسسات الدولة التي هي ركن أساسي للاستقرار في أي دولة في العالم. لبنان يمكنه أن يكون قوياً فقط عبر مؤسسات قوية، وعلى كل اللبنانيين أن يتوحدوا حول هذا الهدف». وأشار وليامز الى ان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون «سيحرص خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان (امس في نيويورك) على نقل الرسالة نفسها إليه، فالأمين العام كان مهتماً بالتوتر الحاصل ولا سيما لجهة التأثير الذي يمكن أن يكون له على تطبيق القرار 1701». ولفت الى انه ناقش «هذا القرار مع الرئيس الحريري وأبلغته أننا في صدد التحضير للتقرير المقبل في شأنه الذي سيرفع إلى مجلس الأمن نهاية شهر تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. ونعرب عن ارتياحنا لخفض حدة التوترات الأخيرة في جنوب لبنان وعودة الوضع إلى الهدوء». اما السفير بييتون فاعتبر «ما حصل في الأسبوع المنصرم من تصريحات قوية وأفعال لم تكن دائماً الأفضل وخرجت عن السيطرة، أدت إلى بعض القلق، وأرست جواً مؤذياً في لبنان. وأعتقد أننا تجاوزنا هذه المرحلة الصعبة». وأعرب عن اعتقاده بأن «الطبقة السياسية اللبنانية، بعد جلسة مجلس الوزراء، عادت وتماسكت، وهذا أمر جيد ويستجيب لانتظارات المواطنين اللبنانيين، ويجب أن نستمر على هذا الخط من التهدئة، أما في ما يخص فرنسا، فإننا ندعم استقرار لبنان ونأمل بأن يظهر جميع الأفرقاء اللبنانيين روحاً عالية من المسؤولية والانضباط وإعطاء الأولوية للتفاهم المتبادل والحوار». وعن البيان الفرنسي في شأن الاتهامات التي قد توجه إلى «حزب الله» في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، قال: «أعتقد أن هناك في لبنان أسئلة كثيرة تطرح عبر وسائل الإعلام في شأن عمل المحكمة الدولية، وأكد البيان الفرنسي الرسمي موقف فرنسا في شأن هذه المحكمة».