وقعت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط مع مجموعة «توتال» الفرنسية اتفاقاً لتطوير واستثمار حقل «بارس» الجنوبي بموجب عقد مدته 20 عاماً بقيمة 4.8 بليون دولار. وبهذا تصبح «توتال» أول شركة طاقة غربية تبرم صفقة مهمة مع طهران منذ رفع العقوبات الدولية عنها. وأكدت «توتال» أنها وقعت الاتفاق مع «شركة النفط الوطنية الإيرانية» لتطوير المرحلة الحادية عشرة من الحقل الذي يمتد الى المياه الإقليمية في قطر التي يعرف فيها باسم حقل الشمال. وأوضحت إن مشروع تطوير المرحلة الحادية عشرة من الحقل سينفذ على مرحلتين وتقدر كلفة الأولى ببليوني دولار. وقال الرئيس التنفيذي ل «توتال» باتريك بويان إن الاتفاق تمخض عن صفقة تجارية جذابة وتوقع وضع اللمسات الأخيرة عليها في غضون ستة أشهر. وأشار الى ان «توتال» ستكون مسؤولة عن إدارة هذه المرحلة وتتملك حصة 50.1 في المئة فيها في حين تمتلك «بتروبارس» التابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية 19.9 في المئة بينما تملك شركة البترول الوطنية الصينية 30 في المئة. من جهة اخرى شددت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس، على ضرورة ضخ استثمارات كبيرة لضمان تأمين عرض كافٍ في مواجهة طلب دولي يفترض ان يكون أكبر من المتوقع بحلول عام 2021، بدعم من تراجع الأسعار. وحددت في تقرير سنوي هذه الاستثمارات بنحو عشرة بلايين دولار بحلول عام 2040. وأضافت محذرة «من الحيوي ان تحرص الصناعة على الا يؤدي نقص الاستثمارات اليوم الى توقف الإمداد في المستقبل». وكان قطاع النفط قلص استثماراته الى حد كبير وألغى او ارجأ مشاريع بسبب تراجع أسعار النفط الخام التي خسرت أكثر من نصف قيمتها منذ أواسط عام 2014. وأشارت المنظمة الى ان الاستثمارات في استخراج النفط وانتاجه تراجعت 130 بليون دولار عام 2015، مقارنة بالعام السابق لتستقر على 400 بليون دولار تقريباً. ويفترض ان تتراجع من جديد بنحو80 بليون دولار هذه السنة، وان ينعكس هذا الميل مستفيداً من ارتفاع أسعار الذهب الأسود، وان كانت هذه الأسعار ستظل دون التوقعات. ولدعم الأسعار، عدلت «أوبك» أخيراً عن استراتيجيتها القائمة على الضخ بأقصى حد من أجل الحفاظ على حصتها في الأسواق ازاء ازدهار المحروقات الصخرية الأميركية. ويتوقع ان يرتفع انتاج الدول غير الأعضاء في «أوبك» من 56,9 مليون برميل في 2015 الى 58,6 ملايين برميل في 2021 (من بينها 42,9 مليون برميل في اليوم من النفط الخام) قبل ان تستقر على هذا المستوى (58,9 ملايين برميل في اليوم من بينها 39,6 ملايين برميل في اليوم من النفط الخام) في 2040 بعد ارتفاع الى 61,4 مليون برميل في اليوم في 2027. ويضيف التقرير ان «أحد أبرز مصادر النمو حتى 2030 سيكون النفط الصخري الأميركي». في الوقت ذاته، سيستند الطلب العالمي على النفط بشكل أساس على قطاعات النقل البري والجوي وقطاع الصناعات البتروكيميائية. وتأخذ «أوبك» في الاعتبار زيادة انتاج النفط والغاز في إيران.