هناك عامل مشترك بين النصر والأهلي هذا الموسم فجعجعة الصيف لم تثمر طحناً كما كان متوقعاً، وأتت النتائج لتعري الحقيقة كما هي من دون رتوش أمام أنصار الناديين. مع مطلع صيف هذا الموسم ارتفعت مؤشرات التفاؤل عند أنصار الفريقين ووصل التفاؤل درجة الجزم بأن الفريقين عائدان لا محالة لمنصات التتويج ودائرة الضوء بكل استحقاق، وأن السنوات العجاف ولّت بلا رجعة، هكذا كان شعور جمهور الشمس وأنصار القلعة العريقة. قد نعذر الأهلي لتردي نتائجه قياساً بالظروف التي أحاطت بالفريق وتكالبت عليه من استقالة رئيسه السابق واختيار رئيس جديد، ثم هروب مدرب الفريق بالطريقة نفسها التي جلبوه بها، ثم بوجود فريق إسرائيلي في فندق معسكر الفريق في النمسا، ما أجبر الفريق على الانتقال إلى معسكر بديل في ألمانيا، ثم تأخر التعاقد مع مدرب جديد وتأخر عودة الثنائي البرازيلي وهذه النتوءات أثرت في تحضيرات الفريق، وتركت أثراً واضحاً على بدايته ونأمل أن يلملم أوراقه وأن يتخلص من عقدة البلادة وعقدة التبعية التي شوهت قامته الشامخة وكسرت كبرياءه. أما النصر فلا عذر له أبداً، فقد أبرم صفقات محلية من العيار الثقيل هي الأغلى في الساحة السعودية، وجلب مدرباً يُعتقد أنه من المدرسة الإيطالية التي تحسن ترميم الخطوط الخلفية التي عانى منها الفريق في السنوات الماضية، وجلب رئيس النادي ثلاث صفقات احترافية أجنبية باختيار المدير الفني ذاته. نتائج فريق النصر في الدوري مخيبة للآمال وقاصمة لظهر التخطيط المدعوم بحفنة ملايين من الدولارات أو اليورو سيان، فالشَّق أكبر من الرقعة، وشخصية الفريق تاهت بين الحمامة والغراب، وأعضاء الشرف يتفرجون على الأزمة المالية وكأن لا علاقة لهم بها، ولا يوجد من رموز النصر سوى الأمير الوليد بن بدر الذي يكافح وينافح على كل الجبهات. اللاعبون الأجانب الثلاثة الجدد يتسلمون رواتبهم بحسب الأنظمة في الأندية الأوروبية أسبوعياً، ولم يصدقوا أن الرواتب لدينا تدفع شهرياً، وقبلوا ذلك على مضض وعندما يتأخر الدفع بعد أربعة أسابيع يعتبر شيئاً لا يطاق، فحقوقهم لا بد أن تنزل في الحساب في مواعيد ثابتة ومن دون تأخير، وأي تأخير يعني ترك التدريبات، ومراجعة السكرتارية والأجهزة الإدارية، ويتقاذفهم عرقوب كالكرة بالمواعيد العرقوبية، وهم بدورهم لن يقدموا المستوى المطلوب منهم فنياً، وسيكونون عالة على الفريق لكي يتم إلغاء عقودهم والتحرر من بيروقراطية الاحتراف الوهمي لدينا، وسيحصلون في الأخير على كامل حقوقهم المالية، وسيغادرون كما يخططون له والخاسر الوحيد الكيان الكبير. شروط ماجد عبدالله المتوقعة اليوم لن تخرج عن شروط القريني، فهو سيطالب بميزانية مستقلة ودفع الاستحقاقات المالية في موعدها والبحث عن لاعبين أجانب يصنعون الفارق في الفترة الشتوية وهذا لن يتحقق. النصر في مهب الريح، والأهلي يترنح، ولبن الصيف مسكوب على صفحات الصحافة التي خدعت أنصار الفريقين بالنتائج الساحقة والقصائد المدائحية والوصف الإبداعي المغشوش. [email protected]