لن تعود الوظائف السياحية حكراً على الذكور أو شريحة اجتماعية معينة، إذ أطلق المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برنامجاً تعريفياً بالمهن السياحية، لطلاب وطالبات المراحل الثانوية والجامعية، فيما اعتبر أنه خطوة نحو دخول المرأة سوق العمل في القطاع السياحي بدعم رسمي سيرافقه تدريب. وبيّن مدير «تكامل» ناصر النشمي أن المركز يعمل على أوجه عدة لترغيب الشباب من الجنسين للعمل في هذه الوظائف، من ضمنها برامج تدريب منتهي بالتوظيف، والذي تعمل عليه الهيئة بالتعاون مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني، بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، إضافة إلى برامج الابتعاث. وأشار إلى وجود مسارات عدة تعمل عليها الهيئة بهدف زيادة فرص عمل المواطنين في هذه الوظائف السياحية، لافتاً إلى أن التقويم الأولي لهذه التجربة عكس تقبل الطلاب واهتمامهم بما عرض عليهم للتعريف بهذا القطاع. وقال النشمي في تصريح صحافي، أثناء مرافقته عدداً من طلاب المدارس الذين جرى ترشيحهم لزيارة أحد الفنادق الكبيرة في العاصمة الرياض، لاكتشاف الوظائف والتعرف إلى مميزاتها، بعنوان «اكتشف وتعرف على المهن السياحية للطلاب»، في إطار برنامج التوعية المهنية: «الزيارة التي ضمت طلاباً من مدارس عدة، هي أول تجربة للبرنامج التعريفي بالمهن السياحية، بهدف تطبيق البرنامج بشكل عملي يتم من خلاله التعريف بالمهن المرتبطة بالقطاع السياحي». وأضاف: «يهدف البرنامج إلى إطلاع الشبان والفتيات على مجموعة من الوظائف المرتبطة في الشأن السياحي التي يمكن أن يعملوا فيها مستقبلاً أو بعد تخرجهم من الجامعات والكليات السياحية أو المرحلة الثانوية، ومعرفتهم بطبيعة المهمات في الوظائف والمهن السياحية وترغيبهم بها، إلى جانب عرض بعض التجارب الناجحة التي يمكن أن تساعد في إقناعهم بجدوى تلك الوظائف». من جهته، قال نواف السبيعي، أحد القيادات الشابة في مجال قطاع الفندقة: «بدأت مسيرتي المهنية موظف سنترال، وذلك قبل 15 عاماً براتب 2000 ريال، واليوم أشغل منصب المدير العام في كبرى فنادق العاصمة الرياض وبراتب شهري يصل إلى 40 ألف ريال»، داعياً الشباب إلى «التوجه للقطاع الفندقي لما فيه من مميزات كبيرة، وما يتمتع به القطاع من الفرص الوظيفية الكريمة، وخصوصاً بعد الدعم الملحوظ من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لهذا المسار وقيامها بترشيح العديد من الموظفين السعوديين من خريجي كليات السياحة والفندقة في السعودية». بدوره، وصف الطالب فارس السعد هذه الزيارة بالشيء الجديد من الناحية التوعوية لطلاب المدارس وهم يتعرفون إلى المهن السياحية، ويشاهدون الطباخ (الشيف) والمسؤولين في أفخم منتجعات وفنادق العاصمة الرياض من أبناء الوطن الشباب، مرجعاً اللوم على القطاع الخاص الذي أهمل جانب التوعية والتعريف بالمهن السياحية التي من شأنها أن تكون مصدر رزق لأبناء الوطن كونهم أولى بذلك، متعهداً بنقل هذه التجربة إلى زملائه للتوجه لهذا القطاع، لما فيه من مميزات قد تجعلهم أحد أكبر القيادات في القطاع السياحي ذات يوم. .. وإحياء درب القوافل التاريخي في «الكر» الطائف - «الحياة» نفذ مجلس التنمية السياحية في الطائف بالشراكة مع القطاع الخاص أول من أمس، مبادرة إحياء درب القوافل التاريخي في الكر، وذلك في إطار الشراكة المجتمعية بين المجلس والقطاع الخاص، الهادفة إلى الاهتمام بالبيئة ونشر الوعي العام للمحافظة على المواقع السياحية والبيئية والأثرية بالطائف. وتتضمن المبادرة تنظيم «رحلة هايكنج» (المشي في الطبيعة) لحوالى 100 مشارك من المتعاونين والمتطوعين، وشخصيات مهتمة بالبيئة والعمل التطوعي، إضافة إلى القيام بأعمال النظافة في مدخل درب القوافل التاريخي في كرا. وأوضح المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الطائف أمين عام مجلس التنمية السياحية عبد الله السواط، أن «الهيئة تدعم هذه التوجهات الهادفة إلى زيادة التثقيف البيئي وتغيير السلوكيات السلبية قبل وأثناء زيارة المواقع السياحية الطبيعية والأماكن الأثرية والتراثية، وذلك للمحافظة على تلك الأماكن كمورد اقتصادي ومعلم ثقافي وتاريخي»، مشيراً إلى أنها تدعو القطاعات كافة للشراكة وتطوير المبادرات المتعلقة بالسياحة البيئية. يذكر أن طريق كرا التاريخي هو عقبة تاريخية تربط الطائف بمكة المكرمة، تم بناؤه في منتصف القرن الرابع الهجري (430ه)، وينقسم درب القوافل التاريخي إلى قسمين أحدهما للمشاة والأخر للجمالة، وهو بعرض ثلاثة جمال.