تكمن مشكلات نادي الاتحاد في معاناة اللاعبين مع «المواعيد العرقوبية»، وهذه بلوى الاتحاد في السنوات الخمس الماضية التي تعتمد على مواعيد صرف الحقوق المالية، ويهدر اللاعب وقته بالتنقل بين النادي ومنزل عضو الشرف منصور البلوي، كما حصل أخيراً لمحمد نور، ومع كل هذه المشاوير والمعاناة تضيع بطولات وتهبط مستويات وينتشر داء اللامبالاة وموت الروح والولاء. بلوى الاتحاد في فوضوية العمل الإداري، فلا موازنات مالية محددة ولا قرارات إدارية مستقلة، وإذا كان اللاعبون يعانون الأمرّين وهم يبحثون عن حقوقهم المالية، فإن الإداريين وعلى رأسهم الرئيس جمال أبو عمارة يعاني الأمرين أيضاً بالتنقل بين النادي ومنزل البلوي لإيجاد حلول لأوضاع النادي ومشكلات اللاعبين والجهاز الفني بالذات. صرف البلوي من جيبه الكثير ودعّم مسيرة النادي من كل المواقع، ولكن حبه للاتحاد أفسد كل جهوده ودمر كل خطواته، وهذه الحقيقة التي يجب أن تقال للعضو المؤثر منصور البلوي، والذي يتمنى كل أنصار ومحبي «العميد» أن يكون حب منصور البلوي للاتحاد بنفس طريقة العضو الداعم الذي يقدم الدعم المالي في الوقت المناسب ويترك فريق العمل الإداري والفني يستقل برأيه دون تدخل منه نهائياً، ولو سار البلوي على النهج نفسه لأصبح الاتحاد في وضع أفضل مما هو عليه الآن. بلوى الاتحاد تكمن في عدم استقلالية إدارته لكي تعمل في هدوء ووفق استراتيجية عمل متطورة ومنظمة، ومشكلة إدارة النادي أنها تتحرك تحت عباءة منصور البلوي ولا يلامون في ذلك، فهو الذي يوجد لهم حلولاً سريعة في بعض الأزمات خصوصاً المالية، وبلوى الاتحاد ان عمليات البلوي الإنقاذية تتحول أحياناً إلى عمليات انتحارية مدمرة للعمل المستقبلي الذي يئن تحت وطأة الديون، بحيث لا يستطيع أحد الاقتراب من صناعة القرار في الاتحاد، لأن خيوط اللعبة عند البلوي وحده. مبروك زايد ينتظر وعد «عرقوب»، وأسامة المولد لا يزال صامتاً وينتظر وعد « عرقوب»، وجميع اللاعبين الأجانب لم يحصلوا على كامل حقوقهم المالية، وعدد من اللاعبين المحليين ينتظرون على رصيف النار وعد «عرقوب»، وحتى عماد متعب الذي مرمط الاتحاد بالتنقل بين المطارات ومشكلة الجامعة ومشكلة الجيش، ومع هذا يطالب بحقوق مالية ستخنق الاتحاد، لأنه مجبر على دفعها، وجميع دفعات الشركة الراعية وجميع مداخيل النادي صرفت تماماً ولم يبقَ منها هللة واحدة، والديون تطرق باب «عرقوب»، إنها بلوى اتحادية تقصف العمل الجماعي وتنحره من الوريد إلى الوريد. خسارة الاتحاد لنهائي كأس الأبطال فتحت ثقباً صغيراً لأوضاع الاتحاد الداخلية، وقد يتسع الثقب إذا لم يبادر رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن فهد والعضو الداعم ورموز الاتحاد في معالجة الأمور بشفافية تخدم «العميد» مستقبلاً، لأن «البلوى» الحقيقية تأتي من الحب القاتل والوعود العرقوبية والبحث عن دوائر الضوء وتعذيب اللاعبين نفسياً والنادي الكيان هو الذي يدفع الثمن وحده. [email protected]