سحبت السلطات البحرينية أمس تراخيص النشرات الممنوحة لعدد من الجمعيات السياسية، بينها جمعيتان معارضتان بارزتان، بتهمة «مخالفة القوانين المعمول بها»، كما أوقفت عن العمل عدداً من رجال الدين المخالفين، بينهم وكيل المرجع الشيعي علي السيستاني الذي سحبت جواز سفره. ونقلت وكالة أنباء البحرين عن المدير العام للمطبوعات والنشر في هيئة شؤون الإعلام عبدالله يتيم، قوله: «تبين من خلال المتابعة للأعداد الأخيرة (من النشرات الصحافية) التي تصدرها هذه الجمعيات، تعارضها مع الأنظمة والقوانين المنظمة لهذا النشاط وعدم التزامها الشروط التي تم تضمينها في الموافقة على إصدار النشرة». وأوضح أن «غالبية المواضيع المنشورة تعمل على تضليل الرأي العام والتطاول على أسماء وشخصيات والتشهير بها ونشر الكثير من المواضيع المغلوطة التي تهدف إلى التفرقة والطائفية وإثارة الجمهور، فضلاً عما تتضمنه من عناوين تحريضية ومواضيع لا تخدم المصلحة العامة في المملكة بما يتعارض مع قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر». ولم يحدد يتيم الجمعيات التي شملها القرار، إلا أن «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية»، التيار الشيعي الرئيس في البلاد، و «جمعية العمل الوطني الديموقراطي» (وعد - يسار قومي)، أعلنتا أنهما تسلمتا قرار الهيئة بوقف إصدار نشراتهما، واعتبرتا أن القرار «سياسي بامتياز» و «يمثل تراجعاً في حرية التعبير». وفي خطوة غير متوقعة، أعلن وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة مساء الأحد أنه سحب جوازات السفر البحرينية من ممثل السيستاني في البحرين الشيخ حسين ميرزا عبدالرازق (الشهير بحسين نجاتي) وأفراد أسرته، بعدما «ثبت أنه حصل على جواز سفر بحريني هو وزوجته وأولاده بالمخالفة لأحكام قانوني الجنسية وجوازات السفر». وشكل هذا الإعلان الرسمي مفاجأة، لأنها خطوة غير معهودة في البحرين. ونجاتي بحريني من أصول ايرانية ولد في محافظة المحرق، وفي مقتبل شبابه سافر إلى النجف لدراسة العلوم الدينية في العام 1974، وبعد مضايقات السلطات العراقية آنذاك، غادر لإستكمال الدراسة الفقهية في الحوزة العلمية في مدينة قم الإيرانية في العام 1979. وعاد نجاتي إلى البحرين في العام 1980 لفترة بسيطة، رجع على إثرها إلى قم مجدداً، ولم يستطع العودة مرة أخرى. وبعد الانفتاح السياسي في العام 2001 عاد إلى البحرين، وأصبح واحداً من كبار علماء الدين. وأشرف في مرحلة سابقة على مفاوضات بين مسؤولين في الحكومة وأعضاء في لجنة ضحايا التعذيب من دون التوصل إلى أي اتفاق، كما انه أحد موقعي بيان «كبار علماء الدين» الذي صدر أخيراً ودعا إلى تهدئة الأوضاع الأمنية.