حذرت السلطات الطاجيكية من احتمال ان تشهد الفترة المقبلة تصعيداً في نشاط المتمردين المسلحين، وفرضت دوشانبه تدابير امنية مشددة بعد وقوع اعنف هجوم دموي اسفر عن مقتل عشرات العسكريين شرق البلاد. وكانت مجموعة مسلحة لم يتم تحديد عدد افرادها هاجمت اول من امس، قافلة عسكرية تضم آليات وسيارات نقل تابعة لوزارة الدفاع. وفتح المهاجمون ناراً كثيفة على افراد القافلة البالغ تعدادها حوالى سبعين شخصاً بينهم ضباط في القوات الخاصة والحرس الوطني. وشل الهجوم المباغت الجنود، ما اسفر عن مقتل اربعين منهم بحسب وسائل اعلام طاجيكية، في حين قال بيان اصدرته وزارة الدفاع ان عدد قتلاها بلغ 23 عسكرياً. وفشلت قيادة الجيش في ايصال تعزيزات الى المنطقة في الوقت المناسب، وأفاد مراقبون طاجيك أن قتالاً نشب لكنه لم يستمر طويلاً بسبب عنصر المفاجأة وضخامة عدد المهاجمين. وفور وقوع الحادث الاعنف من نوعه منذ شهور، برزت فرضيتان اتجهت بموجب احداهما اصابع الاتهام الى المجموعات المتشددة المتمردة التي تتمركز في الاقاليم الشرقية للبلاد وتخضع لإمرة زعيم حرب متشدد هو عبد الله رحيموف، علماً أن الحادث وقع في منطقة وادي كاماروب القريب من مدينة رشت شرق البلاد، وهي منطقة عرفت تقليدياً بأنها المعقل الأساس للمتمردين من المجموعات الاسلامية المتشددة التي لم تلق السلاح بعد نهاية الحرب الاهلية التي عصفت بالبلاد بين عامي 1992 و1997. وعلى رغم أن هذه الفرضية باتت المرجحة لدى سلطات التحقيق بحكم الامكانات الكبرى التي تجمعت لدى المتمردين في المنطقة، لكن الأجهزة لم تستبعد فرضية أخرى تستند الى قيام حوالى 25 معتقلاً فروا من احد السجون قبل اسابيع بتنظيم الهجوم على القافلة العسكرية. وأوضح مصدر في دوشانبه تحدثت اليه «الحياة» هاتفياً امس، أن السلطات الأمنية لا تستبعد ان يكون المعتقلون انضموا فور هروبهم الى مجموعة رحيموف في منطقة رشت، ما يعني احتمال ان يكون الهجوم دبر بالتعاون بين الفريقين. وأوضح المصدر ان الهجوم اثار مخاوف السلطات الامنية من احتمال اتساع نطاق الهجمات المسلحة في الفترة المقبلة، علماً أن طاجيكستان شهدت خلال الشهر الأخير وحده سلسلة اعتداءات دموية شارك في بعضها انتحاريون. واتخذت السلطات الطاجيكية تدابير امنية مشددة في المنطقة، وأعلنت حال الطوارئ بين وحدات الداخلية والجيش وقوى الشرطة. اللافت ان المجموعة التي فرت من السجن الشهر الماضي، كانت تنضوي في اطار تنظيم معارض اعلن الحرب على الحكومة ودعا الى اقامة دولة اسلامية في طاجيكستان. وصدرت بحق المعتقلين احكام بالسجن تراوح بين 19 و30 سنة بعد ادانتهم بالتواطئ لقلب نظام الحكم ومحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة العام الماضي. وتضم المجموعة مواطنين من روسيا وافغانستان وكانت لها ارتباطات مع مجموعات متشددة في باكستان. وخاضت السلطات الطاجيكية العام الماضي، معركة كبرى مع التنظيم الذي كان يقوده ميرزو زييف وزير الطوارئ السابق وأحد قادة المعارضة الإسلامية المسلحة خلال الحرب الأهلية في البلاد. وتمكنت بعد عملية عسكرية واسعة من الحاق هزيمة كبرى بالتنظيم.