أكد الرئيس محمود عباس امس انه غير مستعد للتفاوض «يوماً واحداً» مع اسرائيل في حال استئناف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال لوكالة «فرانس برس» في حديث على متن الطائرة التي أقلته الى نيويورك حيث سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «سنواصل المفاوضات ما دام الاستيطان متوقفاً في الأراضي الفلسطينية، لكنني غير مستعد للتفاوض يوماً واحداً في ظل الاستيطان». وأكد انه «لا يعارض تجميداً للاستيطان لمدة شهر او شهرين» بعد انتهاء فترة التجميد الحالية نهاية الشهر الجاري، معرباً عن اعتقاده بإمكان «التوصل الى اتفاق سلام على قضايا الحل النهائي كافة خلال فترة تجميد الاستيطان اذا تم تجديده». وأوضح عباس: «اذا توقف الاستيطان وحسنت النيات وتوافرت الإرادة والقرار في اسرائيل، حينها نستطيع التوصل الى اتفاق على قضيتي الحدود والأمن، والتوصل الى اتفاق على قضايا الحل النهائي كافة». وتابع: «اذا تم الاتفاق على قضيتي الأمن والحدود، سيتم تلقائياً حل قضايا القدس والمياه والاستيطان». وبالنسبة الى قضية اللاجئين، كرر عباس ان حلها «يجب ان يتم من خلال حل متفق عليه وفق القرار الأممي الرقم 194». يذكر أن اسرائيل ترفض هذا القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يدعو الى عودة اللاجئين الذين هجروا لدى قيام الدولة العبرية عام 1948 وتعويضهم. كما شدد عباس في حديثه على ضرورة «حل قضية الأسرى خلال أي اتفاق نهائي من خلال تبييض السجون وإطلاق الأسرى». وأضاف: «لن نقبل أي اتفاق ما دام يوجد أسير فلسطيني واحد في السجون الإسرائيلية». وعن معارضة بعض الفصائل الفلسطينية للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، أكد عباس انه «مع المعارضة البنّاءة الموضوعية في اطار القانون والنظام، كما جدد رفضه مطلب اسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية. وقال: «من حق اسرائيل ان تسمي نفسها ما تشاء، لكن نحن اعترفنا بدولة اسرائيل»، من دون الإشارة الى قوميتها او ديانتها. واضاف: «ليس معقولاً انه كلما جاء رئيس جديد للحكومة الاسرائيلية طلب شيئاً جديداً من الفلسطينيين». ويطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاعتراف بإسرائيل «كدولة قومية للشعب اليهودي» الا ان القيادة الفلسطينية ترفض هذا الاعتراف كونه ينطوي على تنازل ضمني عن حق اللاجئين بالعودة. واختتم عباس حديثه بالقول ان «اي حل يلبي للشعب الفلسطيني حقوقه التي نصت عليها الشرعية الدولية نوافق عليه، واذا طرحت الإدارة الأميركية خطة للحل تؤمن وتلبي حقوق شعبي سنوافق عليها، لكنني لن أجامل في حقوق شعبي الأميركيين ولا الاسرائيليين واي احد مهما كان واي طرف كان». وتأتي زيارة عباس نيويوركَ في وقت تتعثر فيه المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التي استؤنفت برعاية الولاياتالمتحدة بداية الشهر الجاري بسبب مواصلة الاستيطان. وعلى رغم الضغوط الدولية، جددت اسرائيل الجمعة رفضها تمديد العمل بقرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة. وصرّح مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة «فرانس برس»، بأن اسرائيل لا تنوي تمديد العمل بقرار التجميد المتعلق بمستوطنات الضفة الذي ينتهي نهاية الشهر الجاري. ومن المقرر ان يلتقي عباس في نيويورك الرئيس شمعون بيريز.