حملت محافل أمنية إسرائيلية بعنف أمس على إعلان روسيا تنفيذ صفقة بيع سورية صواريخ أرض – بحر متطورة من طراز «ياخونت بي- 800»، واعتبرته «صفعة لإسرائيل» مهددةً بأنها ستبيع نكايةً «أعداء روسيا» أسلحة متطورة، في إشارة إلى جورجيا التي سبق أن باعتها إسرائيل طائرات بلا طيار استخدمتها في حربها مع روسيا قبل عامين. وفاجأ رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الجميع عندما كرس التصريحات الأسبوعية التي تسبق اجتماع حكومته كل يوم أحد، لقرار كانت حكومته اتخذته قبل أسابيع بشراء 20 طائرة حربية أميركية الصنع من طراز «إف. 35» بكلفة تصل إلى 20 بليون دولار، وقال: «قررنا تزويد سلاح الجو والجيش الإسرائيلي أكثر الطائرات تطوراً في العالم ... وهذه خطوة مهمة لتحسين قدرات إسرائيل العسكرية، وهي أيضاً أحد الردود على التغييرات والتهديدات من حولنا ... وستساعدنا هذه الطائرات، خلال العقدين المقبلين، ليس فقط في قدراتنا الهجومية إنما أيضاً في تحسين القدرات الدفاعية». وكان نتانياهو قال في اجتماع وزراء «ليكود» إن صفقة الصواريخ «إشكالية» للغاية»، مضيفاً: «كنا نعرف عن الصفقة منذ فترة، وكانت هناك محادثات مع الروس على المستويات المختلفة، لكن لأسفنا الصفقة تتم على مراحل وهي إشكالية. نعيش أمام تهديدات من نوع جديد فيها الصواريخ والقذائف الصاروخية، ويجب توفير رد عسكري لها». وتابع أن شراء إسرائيل الطائرات الأميركية من طراز «إف. 35» هو جزء من الرد على التهديدات الجديدة. واعتبر مراقبون هذه التصريحات رداً غير مباشر على قرار روسيا تزويد سورية صواريخ «ياخونت»، التي أكدت محافل عسكرية إسرائيلية أنها الأكثر تطوراً من نوعها لجهة الدقة العالية جداً. وأضافت أن الصواريخ الجديدة تشكل تهديداً مباشراً على حركة سلاح البحرية الإسرائيلي قبالة شواطئ لبنان، فضلاً عن الخشية الإسرائيلية من ان تصل في المستقبل إلى أيدي «حزب الله»، إضافة إلى حقيقة أنها تحسن جدياً قدرات الجيش السوري. ويبلغ المدى النهائي للصاروخ المذكور نحو 300 كيلومتر، وهو قادر على حمل رأس متفجر بزنة نحو 300 كيلوغرام، ويتعذر على «الرادار» رصده، ما يصعب اعتراضه. واستذكر الإسرائيليون استخدام «حزب الله» صواريخ تلقاها من ايران لتدمير بارجة إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على لبنان. من جهتها، أكدت مصادر سياسية أن نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك وخلفهما البيت الأبيض حاولوا مراراً ثني روسيا عن تنفيذ الصفقة الموقعة مع سورية منذ ثلاث سنوات، لكن من دون فائدة. وكان باراك زار موسكو الشهر الماضي ووقّع مع نظيره اتفاقات للتعاون العسكري اعتبرتها الدولة العبرية أولى من نوعها، علماً أن إسرائيل باعت موسكو قبل عام 12 طائرة بلا طيار. وعاد باراك من العاصمة الروسية مقتنعاً بأن روسيا لن تبيع سورية صواريخ أرض – بحر، على غرار نجاحها وبفعل ضغوط دولية أخرى في إلغاء أو إرجاء صفقة عسكرية أخرى بين روسياوايران تبيع الأولى للثانية مضادات للطائرات من طراز «إس. 300». واعتبر مسؤول أمني إسرائيلي كبير تزويد سورية الصواريخ الجديدة «إخلالاً للتوازن العسكري في الشرق الأوسط». وأضاف ان روسيا «تقوم بتدخل مسيء لميزان القوى في المنطقة». ولمّح مصدر سياسي إلى أن روسيا ستدفع ثمن هذه الصفقة برفض إسرائيل أن تلعب موسكو أي دور فاعل في عملية المفاوضات في الشرق الأوسط. وكتبت كبراها «يديعوت أحرنوت»: «أزمة صواريخ مع روسيا ... صفعة لإسرائيل بعد أسبوع ونصف على زيارة باراك موسكو ... إسرائيل تهدد: أيضاً نحن سنزود أعداءكم». وكتبت «إسرائيل اليوم» الموالية لنتانياهو: «غضب في إسرائيل من تزويد سورية صواريخ روسيّة». وقال مسؤول عسكري كبير للصحيفة إن الصاروخ الجديد «متطور جداً وإشكالي للغاية بالنسبة الى سلاح البحرية الإسرائيلي ويضع أمامه تحديات لم يسبق له أن واجه مثلها». وتوقع أن تقدم إسرائيل احتجاجاً رسمياً لموسكو. وكتب المسؤول العسكري السابق يعقوب عميدرور في صحيفة «غسرائيل اليوم» أن الصفقة «صفعة للولايات المتحدة وإسرائيل في آن». وأضاف أنه عندما ستخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ «سينشأ وضع جديد في الحوض الشرقي من البحر المتوسط وعلى طول شواطئ إسرائيل، لأن التهديد الرئيس سيكون على حركة السفن من كل الأنواع، أيضاً المدنية. والصواريخ الجديدة تشكل تهديداً كبيراً نظراً لتقنيتها العالية وصعوبة التصدي لها».