كولومبو – أ ب، رويترز، أ ف ب – اغتنم الرئيس السريلانكي ماهيندا رجاباكسا إعلانه رسمياً أمس، النصر على المتمردين التاميل، للدعوة الى ايجاد حل «محلي وغير مستورد» للنزاع القائم في الجزيرة بين الغالبية السنهالية وأقلية التاميل، وسط سجال بين الحكومة والمتمردين حول مصير قائد «جبهة نمور تحرير ايلام تاميل» فيلوبيلاي برابهاكاران. وقال رجاباكسا في خطاب ألقاه امام البرلمان: «هزمنا الإرهاب الانفصالي بالكامل، وباتت الدولة تمارس سلطتها على كل شبر من أراضيها». وأضاف: «كنا مصممين على انقاذ شعب التاميل من قبضة (المتمردين). يجب ان نعيش جميعاً بصفتنا مواطنين متساوين في هذه البلاد الحرة». وزاد راجاباكسا وهو سنهالي، متحدثاً بلغة التاميل: «يجب ان نجد حلاً محلياً لهذا النزاع، يكون مقبولاً من كل الجماعات. هذا الحل الذي سيستند الى فلسفة البوذية، سيكون مثالاً للعالم أجمع». وشدد على ضرورة عدم فرض «حلول مستوردة، بل ان تكون خاصة بنا». وقال: «يجب الا تسود الاختلافات في العرق والطائفة والدين. لا اقلية في هذه البلاد. هناك مجموعتان فقط: واحدة تحب هذه البلاد والاخرى لا تحبه». وتعد الغالبية السنهالية 74 في المئة من عدد السكان، في مقابل 12.5 في المئة لاقلية التاميل. ويعقد السياسيون المعتدلون من التاميل، آمالاً على التعديل الدستوري الثالث عشر الذي ينص على لامركزية في الولايات التسع التي تتشكل منها سريلانكا، وخصوصاً الولايتين الشمالية والشرقية حيث يتركز التاميل. تزامنت كلمة راجاباكسا مع سجال بين الحكومة السريلانكية والمتمردين، حول حقيقة مقتل برابهاكاران. وقال مسؤول العلاقات الدولية في «النمور» سلفاراسا باثماناثان ان «قائدنا المحبوب فيلوبيلاي برابهاكاران حي وفي مأمن، وسيبقى متزعماً السعي الى تحقيق الكرامة والحرية لشعب التاميل». وأضاف: «كان الرئيس والحكومة السريلانكية في حاجة الى مواصلة التهليل في احتفالهما بالنصر». ورد قائد الجيش السريلانكي الجنرال ساراث فونسيكا، مؤكداً العثور امس على «جثة برابهاكاران زعيم المنظمة الارهابية التي دمرت البلاد طيلة السنوات الثلاثين الماضية، في ارض المعركة». وعرض التلفزيون السريلانكي لقطات لما ذكر أنها جثة برابهاكاران، بشاربه المميز وزيه العسكري، كما كانت عيناه مفتوحتين، فيما غُطي جبينه بمنديل ازرق. وعرض الشريط قلادة عسكرية مكتوبة بلغة التاميل تحمل الرقم «0.01» وبطاقة هوية «النمر الأول» وتحمل صورته. وكان الجيش اعلن قتل رئيس جهاز الاستخبارات في «النمور» بوتو امان وقائد القوة البحرية الكولونيل سوساي وتشارلز انتوني نجل برابهاكاران، والعثور على جثتي زعيم الجناح السياسي للمتمردين بالاسينغهام ناديسان ورئيس سكرتارية السلام سيفاراتنام بوليديفان. لكن المتمردين اتهمتوا كولومبو ب «الخيانة» وبارتكاب «جريمة ضد الانسانية»، مؤكدين ان ناديسان وبوليديفان سلما نفسيهما الاثنين الى القوات الحكومية رافعين اعلاماً بيضاء، فتمت «تصفيتهما» على الفور. من جهة اخرى، اعلن وزير الخارجية السريلانكي رويهيثا بوغولاغاما ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيزور سريلانكا هذا الاسبوع.