أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، في سياق الإعلان عن ترحيبها بمنحةٍ تاريخية من المجموعة الاقتصادية الأوروبية بقيمة 106 ملايين يورو (144 مليون دولار) لدعم أشد المُزارعين تضرراً، في خِضم أزمة الغذاء العالمية الراهنة، أن أوروبا تُواصِل التزامها الثابت بمساعدة البلدان الفقيرة لتدعيم الإنتاج الزراعي. ونقل موقع «فاو» الإلكتروني أن المساعدات تستهدف بالتحديد عشرة بُلدان في إفريقيا وآسيا والإقليم الكاريبي، كانت عانت بشدة جرّاء أزمة ارتفاع أسعار الغذاء بين 2007 و2008. ويُشكِّل الاتفاق دفعاً قوياً لجهود التغيير الجارية إزاء خلفيّة تدهوُّر أوضاع الأمن الغذائي مع توقُّعات تفاقمها في غضون السنة الحالية بفعل آثار الأزمة المالية والاقتصادية التي تزداد عُمْقاً لدى البلدان النامية. ووصف المدير العام ل «فاو» جاك ضيوف، الاتفاق بأنه «الأكبر بين المجموعة الأوروبية والمنظمة»، وأعرب عن سروره، لأن أوروبا «تُبدي في زمن الاضطرابات هذا التزاماً ثابتاً إزاء معاناة نحو بليون شخص ينامون على الطوى كلّ ليلة». وأوضح أن أسعار السلع الدولية وإن كانت هبطت أخيراً، لا تنفكُّ ترتفع باستمرار وتقضُّ تقلبات أسعار الأغذية مَضجع البلدان النامية. الزراعة تقف على قدميها مجدداً يمثّل برنامج المساعدات موضوع الاتفاق، جُزءاً من ضمن استجابة المجموعة الاقتصادية الأوروبية التي خصّصت بليون يورو إجمالاً، عرفت باسم مبادرة «تسهيلات الغذاء». ففي وقت تَدفَع الأزمة الاقتصادية بأعدادٍ مُتزايدة إلى الجوع والفقر، يشكل البرنامج رسالة عاجلة وآنيّة للعمل على استعادة الزراعة دورها واستجابة لِنداءات المنظمة المتكررّة من أجل صَبّ استثماراتٍ مُتزايدة في هذا القطاع عقب ثلاثة عقودٍ من الهبوط المتواصل. ووصف الخبير المدير العام المساعد مسؤول قسم التعاون التقني لدى المنظمة خوسيه ماريا سومبسي، مبادرة «تسهيلات الغذاء» الأوروبية، بأنها «وليدة التعاون الاستثنائي بين المجموعة الأوروبية وفريق المهمات الرفيع المستوى المختص بالأمن الغذائي العالمي الذي شكّله الأمين العام للأمم المتّحدة، ونهضت «فاو» في إطاره، بدورٍ فاعل في تحديد البرامج التي سَتَغلّ تأثيراً سريعاً ودائماً لتدعيم الأمن الغذائي وتطويره». وأضاف أن المبادرة شكلت أيضاً حافزاً لا يُستهان به لجهود المنظمة في التصدي لآثار أسعار مواد الغذاء المرتفعة لدى البلدان النامية. وتنفّذ «فاو» حالياً أنشطة لدى أكثر من 90 بلداً، وفي معظم الحالات تدعَم إنتاج الأغذية محلياً من خلال توريد البذور المحسَّنة والأسمدة وغيرها من المُدخلات الزراعية والمعونات التقنية. وبلغت قيمة المساعدات نحو 350 مليون دولار في 2008. واستفاد مباشرةً من الدعم نحو سبعة ملايين من مُزارعي الحيازات الصغيرة، إضافة إلى نحو 35 مليوناً من أفراد أسرهم، معظمهم من النساء والأطفال.