ما زلت أتجرع وبألم ال10 آلاف ريال التي دفعتها لاستقدام خادمتي المنزلية، والتي ليس لديها عمل تقوم به سوى الجلوس صباحاً مع أطفالي، وذلك لأننا كمئات السعوديين نمرح في شقة عبارة عن غرفتين وصالة ومطبخ ودورتي مياه. وبعد سنتين من الاستقدام و«لطش» مبلغ 10 آلاف أخرى ممثلة في رواتبها بواقع 800 ريال شهرياً، ناهيك عن حساب المعيشة واللبس والعلاج... إلخ، تذهب محملة بالهدايا، وأهم من هذا تعلمت اللغة العربية وبطلاقة، وتعلم أبناؤنا اللغة الإندونيسية وبفصاحة. ولكن ليس هذا مربط الفرس. لقد احتجت بعدها إلى سائق يوصلني إلى عملي الذي يبعد 120 كيلو متراً عن منزلي وبعد مداولات ومفاوضات ومد وجزر وحسابات توصلنا إلى عدم استقدام السائق ربما تتساءلون لماذا؟ لأنني وبعد حساب الكلفة المادية وجدت أن كلفة الاستقدام تبلغ 6000 ريال، وبما أنه ليس لدينا سكن فسنضطر إلى استئجار سكن له في مكان قريب من البيت بمبلغ لا ينقص عن الألفين مليماً واحداً. وراتب ألف ريال شهرياً، ثم بعد ذلك تأتي كلفة السيارة التي سيقودها والتي تبلغ 1665 ريالاً شهرياً (أقساط طبعاً) كأقل قسط. وجميعها تقصم الظهر. جلست صباحاً أتناول قهوتي السوداء كعادتي التي لم أتخلَّ عنها منذ زمن طويل، أفكر في بعض الحلول التي قد تفيدني وتريحني من استقدام السائق! نعم... لقد وجدتها... وجدتها، تذكرت نيوتن وأينشتاين في الاكتشافات والاختراعات، وجدتها بحق.... خادمتي هي السائق! نعم... لماذا لا يتم استقدام خادمة تقوم بقيادة سيارة العائلة وتحمل رخصة قيادة دولية؟ إنها إضافة إلى مهامها كخادمة ستقوم بمهام السائق فتذهب معنا إلى المحال التجارية، وتوقف السيارة، وتنزل معنا، وتسلمني المفتاح حتى خروجنا، وهكذا في كل المشاوير. نعم... لا خلوة بسائق، ولا أين المحرم! ألستم تؤيدونني؟ [email protected]