مع بدء العد التنازلي لانتهاء فترة تجميد الاستيطان في 26 الشهر الجاري، تتسارع الجهود والمساعي لحلحلة هذه العقدة، وسط تفاؤل حذر من جانب الادارة الاميركية وتوقعها تنازلاً إسرائيلياً في «اللحظة الاخيرة»، في وقت تردد ان احد الحلول التي يتم بحثها في اسرائيل هو تقييد الاستيطان «بوسائل قانونية» ومن دون قرار حكومي رسمي. في هذه الاثناء، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان بعض ما دار في اللقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو خلال لقائهما الاربعاء الماضي، مؤكدا ما نشر من ان عباس قال لنتانياهو في بيته انه لن تكون هناك مفاوضات اذا استؤنف الاستيطان، وذلك رداً على قول نتانياهو ان البناء في المستوطنات سيستأنف مجدداً بعد انتهاء فترة التجميد نهاية الشهر. وكشف دحلان في مقابلة اجرتها معه «الحياة» ان المفاوضات لم تنطلق عملياً، وان الجانبين لم يتوصلا بعد الى اتفاق على جدول الاعمال. واوضح ان السلطة تريد اتفاقاً فورياً على الحدود لانه يضمن الاتفاق على القضايا الاخرى، حتى لو جاء التطبيق على مراحل. وشكّك دحلان في نيات نتانياهو، وقال انه «لا يمتلك سوى استراتيجية واحدة هي المحافظة على الوضع القائم»، مضيفاً انه يحاول إغراق جدول الأعمال بعدد كبير من البنود يتراوح بين 15 الى 20 بندا. ومن وحي تجربته التفاوضية مع نتانياهو في التسعينات، وصفه بأنه «بارع ومحنك وديبلوماسي، لكنه يكره السلام... هذه هي نظرته الاستراتيجية. يعطيك اجمل الكلام في الجلسات، لكن النتائج على الدوام صفر. مع نتانياهو لا تستطيع ان تكتب محضر اجتماع. فقط كلام عام». وفي واشنطن، اكدت مصادر مطلعة على سير المفاوضات ان ثمة «تفاؤلا اميركيا حذرا» تجاه فرص حل عقدة الاستيطان، حتى لو جاء ذلك في اللحظة الاخيرة وفي اطارٍ اصغر من التجميد الاستيطاني الساري حاليا. وترجح المصادر تجميداً جزئياً لمدة فترة ثلاثة اشهر، وان يعطي نتانياهو ضمانات غير علنية بكبح التوسع الاستيطاني في المستوطنات الاساسية التي ستكون ضمن حدود اي دولة فلسطينية مقبلة. في هذا الصدد، افادت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان وزير الدفاع ايهود باراك يحاول تقييد البناء في المستوطنات «بوسائل قانونية»، من دون ان تتخذ الحكومة قراراً رسمياً بذلك، وذلك من خلال صلاحياته اقرار البناء من عدمه. واضافت ان باراك اجرى الاسبوع الجاري سلسلة مشاورات مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع لبحث امكان تأخير استئناف البناء في نحو 2000 مسكن جديد صادقت الحكومة في الماضي على بنائها، واُعطيت كل تصاريح البناء اللازمة، لكن بناءها لم يبدأ في اعقاب قرار الحكومة تجميده قبل عشرة اشهر. في الوقت نفسه، افادت صحيفة «اسرائيل اليوم» اليمينية القريبة من نتانياهو ان «المنتدى الوزاري السباعي» قدم الاربعاء الماضي اقتراحاً لباراك بقبول اقتراح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تمديد قرار تجميد البناء ثلاثة اشهر اخرى يتم خلالها التفاوض على مسألة الحدود. في غضون ذلك، رفعت الشرطة الاسرائيلية حال التأهب في اسرائيل وعلى «خط التماس» مع الضفة الغربية، وتحديدا بين شطري القدس، تحسباً لهجمات لمناسبة «يوم الغفران» الذي بدأ مساء امس وينتهي مساء اليوم. وكانت القوات الاسرائيلية اغتالت امس القيادي في «كتائب القسام»، الجناح العسكرية لحركة «حماس»، اياد شلباية، خلال عملية نفذتها قرب طولكرم شمال الضفة الغربية. وفيما نددت الكتائب بعملية الاغتيال وحملت سلطة «فتح» مسؤولية المشاركة فيها، اعتبرت «حماس» ان «جريمة الاغتيال ثمرة من ثمار المفاوضات»، في وقت اعرب رئيس الحكومة سلام فياض عن «ادانته الشديدة للاغتيال»، معتبرا ان العملية تصعيد خطير، وتزيد من اضعاف صدقية العملية السياسية المهزوزة اصلا».