اعتبر حائز جائزة سوق عكاظ الشاعر اللبناني شوقي بزيع أن الشعر خلاص رمزي للبشرية وانتصار على الحياة القاصية وغير العادلة. وقال إن الشاعر «إجمالاً.. لا يكتب من أجل الجائزة أو المكافأة، إنما يحاول التعبير باللغة بينه وبين العالم غير العادل، ومساءلة مظاهر الظلم، الحرية، الاحتلال، الزمن، الشيخوخة، الحب، الكراهية، الموت التي من الصعب أن نعثر عليها داخل حياة مليئة بالتحديات والمسالك الصعبة»، مشيراً إلى أن شرط الكتابة «هو العزلة والاختلاء بالنفس وإطفاء الأضواء والبهرجات الخارجية، التي تحجب الشعر والمعنى العميق». وقال بزيع ل «الحياة» إنه مع الجوائز «لأنها الحد الأدنى من الاعتراف بمعاناة الشاعر ومكابداته. هي نوع من التضامن مع الشاعر بأن ثمة من يقرأ له ويتابعه. وأن نصه ليس صراخاً في البريّة، وأنه ليس معزولاً عن مجتمعه، لذلك أوجّه تحية للأمير الشاعر المثقف خالد الفيصل على استحداث الجائزة واستعادة سوق عكاظ، وكذلك تحيتي وتقديري لأسرة سوق عكاظ». وكشف أنه سيبني بقيمة الجائزة وقدرها ثلاثمائة ألف ريال ( حوالى 80 ألف دولار) منزلاً له في قريته (زبقين) في الجنوب اللبناني، الذي دُمر بالكامل في حرب تموز 2006، «سأبنيه داخل الينبوع الذي ألهمني الشعر والكتابة، في القرية المحاطة بالأشجار والأنهار والرياح التي لفحتني بنسيمها وتعبيراتها اللغوية والوجدانية، حيث دلالة أن تكون كل حجرة وكل شجرة وكل قطرة ماء، فعل من أفعال المقاومة». هناك مشاريع طباعة لأعمال جديدة سترى النور، كان آخرها كتاب لي صدر بمناسبة تتويج بيروت كعاصمة للكتاب الدولي، بعنوان «بيروت في قصائد الشعراء». ويتطلع الشاعر اللبناني إلى القدوم لسوق عكاظ، ولأرض وادي عبقر، مؤكداً أنه لا ينوي تتويج الطائف بقصيدة، «فأنا لم أعتد كتابة شعر (مناسبة)، على رغم أن الحياة في حد ذاتها مناسبة للعيش وللتعبير عن ذلك العيش. ولكن في ليلة تكريمي بسوق عكاظ سأستغل الفرصة وأتوّج الطائف بمقدمة نثرية، فأنا مفتون بالنثر». ولفت إلى أنه سعيد بعودة «سوق عكاظ» بهذا التوهّج، وقال إن إحياء ظاهرة عكاظ، «بمثابة تأكيد على أن روح الأمة عصيّة على الاندثار وأن التجديد يأتي بأشكال وأزمنة مختلفة. في عودة ظاهرة عكاظ تأكيد على أن شعرية العرب لن تموت، وإن انخفض صوتها نتيجة طغيان خطاب العولمة عليها». والشاعر شوقي بزيع من مواليد قرية زيقين قرب مدينة صور بجنوب لبنان عام 1951، . له أكثر من 13 مجموعة شعرية بدأها بديوان «عناوين سريعة لوطن مقتول» عام 1978 ، ودواوين أخرى منها : فراديس الوحشة، وردة الندم، مرثية الغبار، قمصان يوسف، شهوات مبكرة، سراب المثنى، صراخ الأشجار. وله كتابات نقدية وقراءات جمالية في الشعر والأدب والفنون والثقافة ينشرها في الصحف والمجلات والدوريات العربية. وبزيع يعد من ألمعِ الشعراءِ العربِ وأرقِّهم حاسَّةً وأصفاهم شفافيَّةً. ويجمع النقاد أن مفرداته منتقاةٌ بدقة وتعبيراته مشغولة برهافة. وفي حفلة الافتتاح سيمنح بزيع وسام الشعر العربي، ممثلاً بلقب شاعر عكاظ ودرع وبردة.