يطل العيد دائماً بطعم مختلف حتى وإن تضاعفت مساحة الفرح، لكنه لم يعد بذاك الطعم السابق الذي كنا نذوب فيه حد المتعة معه وأيامه لا ساعاته البسيطة كما هي حالنا الآن، مجتمعنا بِصْدق يبحث عن الفرح ولو في أضيق مكان وأقل وقت وبأي طريقة، ولكن مفهوم الفرح لدينا متداخل عاجل موجز لم نستوعبه، لأننا لم نؤمن بعد بحياة منظمة معتدلة متوازنة، ولكون أيامنا هذه مليئة بمظاهر عيد مختلفة مصطنعة في المضمون - وبعد أن أعايدكم فرداً فرداً - ولغياب كثير من مظاهر العيد الحقيقية الأصيلة كان حضور صديقنا «الاختبار الذاتي» لازماً هنا حتى نتساءل ونعرف أين نحن على خريطة العيد الحقيقي، مع رغبتي في أن يضع كل قارئ تعريفه ورؤيته المختصرة للعيد كسطر أول قبل أن يدخل لجدية الاجابة على الأسئلة. س1 إذا كانت العبارات الخمس المقبلة تنطبق عليك فأنت انسان جميل رائع يستحق العيد والعيد يفخر به، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العبارات لا يشترط لقارئها ان يكون متزوجاً ومن خلالها فليضع تقويمه لنفسه: - تقول لزوجتك في الصباح المبكر: «كم أنا أحبك وممتن لدنيا جمعتني بك». - تطبع قبلة على يد وجبهة أمك وأبيك أو تتصدق عنهما ان كانا غادرا هذه الحياة. - تترك الابتسامة لا تفارق الوجه وتمنحها للجميع بلا استثناء. - تتذكر صديقاً قديماً لم تسمع صوته فتهاتف روحه، لا أن ترسل له رسالة معلبة بائتة. - لا تعرف النوم طوال يوم العيد، بل لا تترك أحداً من دون أن تشاطره كمية الفرح الهائلة المهدرة اجتماعياً. س2 اكتب مشاعرك حين تشاهد أو تتذكر شيئاً من العبارات الخمس المقبلة: - دمعة ساخنة على خد طفل أو طفلة صباح العيد. - أسرة بائسة تنتظر نيابة عن الحلوى لقمة عيشها. - شاب يهرب من مطالعة الوجوه في الصباح، لأنه استقبل العيد الفائت مع شقيقه الذي فقده بالموت. - يتيم فتح عينيه على الدنيا منذ سنين بعد هروب أم ونزوة أب. - طفل يبحث في وجوه أقرانه عن لعبة زائدة أو ريال واحد ليحتفظ بأيهما وجد «لعيد قريب مقبل». - عائلة تغلق باب منزلها عن القادمين، لأنها لا تملك إلا ثيابها القديمة ووجوهها الدامعة الحزينة. س3 احسب بدقة كلاً مما يأتي ولا تُصْدَم بل راجع نفسك لتعرف كم نحن مخدوعون بمناسبات فرحنا وفهمنا المغلوط: - كم انساناً استطعت ان تزرع على وجهه ابتسامة صادقة بلا مِنة؟ - كم اسماً لديك اختصرت معه العيد في رسائل نصية عابرة؟ - كم حبيباً ذهبت معه مساء العيد للحلم والذكريات والفرح والبهجة؟ - كم عدد الساعات التي تكون مستيقظاً فيها يوم العيد؟ - كم باقة ورد وضعتها على رأس مريض منعه كرسيه الأبيض من أن يكون شبيهاً لك يوم عيد؟ س 4 وفق ما تملك من مشاعر وقدرات مادية ومعنوية ومشاعر وأحاسيس وإنسانية وطيبة ونقاء، ماذا في ذهنك أن تقدمه للمذكورين أدناه؟ وكيف تقترح أن تكون آلية التواصل معهم: - أمك، زوجتك، والدك، أطفالك، طفل يتيم، أسرة فقيرة، رجل/ امرأة طاعنين في السن، صديق غاضب، مريض مُتْعَب، حبيب غائب. س5 بعدد كلمة «عيد» المذكورة في هذا الاختبار افعل بشكل مستقل ولأجساد مختلفة كلاً مما يأتي «اطبع قبلة، اكتب رسالة صادقة لا منقولة، ارسل دعوة من القلب، ادفع لمحتاج وفقير ومسكين». [email protected]