تلعب عوامل عدة مثل سن الإنجاب لدى النساء الحوامل والجينات دوراً مهماً في تحديد الصفات الجسدية والعقلية للأطفال منذ اللحظة الأولى للحمل. وتوصل باحثون بريطانيون أخيراً إلى أن جينات الأم التي يرثها الأبناء تحدد مستويات ذكائهم، في حين لا تُحدث المادة الوراثية للأب فرقاً في مستوى الذكاء. وذكر موقع psychology-spot ان جينات الذكاء موجودة في الصيغة الكروموسومية التي تمتلكها المرأة وهي XX، وتنتقل جينات الذكاء عبرها إلى الأطفال. واختبر الباحثون 12 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين ال 14 و22 عاماً في مدينة غلاسكو البريطانية على مدى 20 عاماً، ليجدوا أن السمة المشتركة بين الأطفال هي الذكاء الموروث من كروموسومات XX. وتشير دراسات سابقة إلى أن ما بين 40 إلى 60 في المئة من ذكاء الطفل وراثي، فيما تلعب العوامل البيئية أيضاً دوراً في ذلك. وكانت دراسة أجراها باحثون بريطانيون العام الماضي أثبتت أن النساء اللاتي يحملن في عمر الثلاثين يلدن أطفالاً أكثر ذكاءً من اللاتي يحملن في العشرينات أو الأربعينات من عمرهن. وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية ان باحثين من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية توصلوا إلى أن الأطفال المولودين من أمهات في عمر الثلاثين حققوا أعلى درجات معرفية، متجاوزين أولئك الذين وُلدوا من أمهات في العشرينات والأربعينات من عمرهن. وقالت الباحثة أليس غويس أن النساء اللاتي أنجبن في سن الأربعين عانى أطفالهن من البدانة مقارنةً باللاتي أنجبن في سن الثلاثين، لافتةً إلى أن النساء في الثلاثينات من عمرهن يكنّ أكثر نضجاً وقادرات على اتخاذ قرارات أكثر حكمة، ويعشن حياة صحية أكثر من مثيلاتهن في سن العشرينات أو الأربعينات، ويكن قد خططن لحملهن بشكل سليم. وأضافت غويس ان متوسط سن الأمهات في المملكة المتحدة ارتفع بشكل مطرد من 24.5 في العام 1980 إلى 28 خلال العام 2015. وربطت دراسات عدة بين زيادة مستوى الذكاء والرضاعة الطبيعية، إذ درس باحثون برازيليون حوالى 3500 طفل حديث الولادة تم تتبعهم حتى سن الثلاثين، وبعد تحليل البيانات المتعلقة بهم تبين أن هناك علاقة طردية متزايدة بين مدة الرضاعة الطبيعية وذكاء الفرد ومستوى تعليمه ودخله الشهري. وقال معد الدراسة الدكتور برناردو هورتا: "قد تكون الآلية المرجحة الكامنة وراء الآثار المفيدة لحليب الأم على الذكاء هو وجود سلسلة من الأحماض الدهنية المشبعة المتوافرة في حليب الأم والتي تُعتبر ضرورية لنمو الدماغ. إن نتائجنا حول علاقة الرضاعة الطبيعية بنسبة ذكاء الطفل في مرحلة البلوغ تشير أيضاً إلى أن كمية الحليب المستهلكة تلعب دوراً أيضاً". وقارن باحثون من جامعة هارفارد الرضاعة الطبيعية مع الرضاعة بالحليب الاصطناعي فوجدوا ان كل شهر إضافي للرضاعة الطبيعية للطفل يرفع من مهاراته اللغوية في عمر الثالثة، ويزيد من معدل الذكاء في سن السابعة. وكشفت النتائج التي توصلوا إليها أن الرضاعة الطبيعية تزيد من معدل ذكاء الطفل نحو أربع نقاط.