وجه رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت انتقادات عنيفة لزعيم حزب "العمل" وزير الدفاع في حكومته ايهود باراك على سلوكه المتعجرف والفظ مع مرؤوسيه وعلى "ثرثرته الزائدة" خلال اجتماعات الحكومة. ونعته ب"المخيب للآمال" و"غير الوفي" و"عديم المسؤولية"، مضيفاً أن بارك هو "أسوأ رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل". وقال اولمرت، في كتاب سيصدر قريباً يتطرق إلى سيرته الذاتية ونشر جزء منه اليوم في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ان باراك توسل إليه في 2006 مراراً لضمه إلى قائمة حزب "كديما" الانتخابية، الذي تولى (اولمرت) زعامته بعد إصابة رئيس الحكومة السابق أريئل شارون بجلطة دماغية ودخوله في غيبوبة (ما زال فيها). وروى تفاصيل لقاءات بادر إليها باراك معه شرح له فيها أهمية أن يكون رجل مثله (مثل باراك) إلى جانبه في رئاسة الحكومة وأنه مستعد للالتزام خطياً بأنه لن ينافسه في المستقبل على زعامة الحزب. وأضاف اولمرت أن استطلاعات للرأي أجراها حزب "كديما" حذرت من أن ضم باراك إلى الحزب سيفقده مقاعد برلمانية كثيرة. وتابع اولمرت أن باراك، وبعد أن شكل الأول حكومته في آذار (مارس) 2006 وعيّن زعيم "العمل" عمير بيرتس وزيراً للدفاع، حاول طوال الوقت إقناع اولمرت بتنحية بيرتس من منصبه خصوصاً بعد الحرب الفاشلة على لبنان، لكن وزراء "العمل" حتى المؤيدين لباراك، حذروا اولمرت من أن خطوة كهذه ستكلفه انسحاب "العمل" من الائتلاف الحكومي. وانضم باراك إلى حكومة اولمرت في حزيران (يونيو) 2007 بعد أن نجح في هزم بيرتس في الانتخابات الداخلية على زعامة "العمل"، ما اضطر الأخير إلى الاستقالة ليحل باراك في وزارة الدفاع. ويجمل اولمرت فترة العامين اللذين قضاهما مع باراك في حكومته فيكتب: "تعرفت إلى باراك آخر غير الذي عرفته من سنوات سابقة... هوَس الثرثرة تواصَلَ... عندما يبدأ بالحديث لا يتوقف ولا يتيح لأحد أن يقول جملة واحدة... في الاجتماعات غلبَ عليه النعاس... لكن الأنكى من كل هذا أنه شخص متردد وليس حازماً بل فوجئت أنه يفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرارات... هذا ما برز تحديداً حين توقعت من شخص مثله، مع الخبرة التي اكتسبها (في حياته العسكرية وكرئيس سابق للحكومة) أن يكون موقفه واضحاً وحاداً في القضايا الأمنية... في الماضي كنت أكن التقدير العميق لبارك الذي أثار فيّ انطباعاً جيداً على بلاغته وسعة آفاقه وخبرته الغنية في الجيش، بل دافعت عنه في الانتخابات لرئاسة الحكومة (عام 1999) لكن سرعان ما تبين أنه رئيس حكومة سيء، ربما الأسوأ في تاريخ الدولة". وتطرق اولمرت إلى سلوك باراك مع مرؤوسيه وكتب انه لم يكن يستمع إلى ما يقولونه في اجتماعات الحكومة حتى في قضايا أمنية بالغة الحساسية وأنه لم يتردد في إهانتهم وإخراسهم بالرغم من أنهم من ذوي أعلى الرتب العسكرية. وتابع: "في حياتي السياسية كلها لم أصادف تصرفاً فظاً وسافراً كالذي رأيته من باراك تجاه كبار ضباط الجيش... كان باراك وزير دفاع مخيباً لأملي. ليس وفياً ولا ثابتاً في مواقفه وغير مسؤول في توصياته حتى في قضايا بالغة الحساسية الأمنية والمصيرية التي استوجبت منا اتخاذ القرار".