أكدت أوساط في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ان قرار حكومته في شأن انتهاء فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية في موعده في 26 الشهر الجاري «لم يطرأ عليه أي تغيير». وأضافت أن إسرائيل لا ترغب في التطرق إلى ما دار في المفاوضات الثانية بين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأسبوع الحالي في شرم الشيخ ثم في القدسالمحتلة، «لكن موقف نتانياهو في شأن فترة تعليق معروف ولم يطرأ عليه تغيير». واعتبر معلقون هذا التأكيد الذي تعمدت أوساط نتانياهو تسريبه إلى وسائل الإعلام العبرية أمس، نافياً أنباء بأن نتانياهو قبل أو قد يقبل باقتراح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تمديد مفعول قرار تجميد البناء لثلاثة اشهر. ووفقاً للإذاعة العسكرية، فإن نتانياهو «لن يتساهل أو يساوم في مسألة احتياجات إسرائيل الأمنية»، ما يعني بنظره استمرار وجود الجيش في غور الأردن المحتل حتى بعد قيام دولة فلسطينية، متوقعة أن يسهم هذا الموقف في صب زيت على نار الخلاف في قضية البناء في المستوطنات. وكانت الصحف الإسرائيلية أكدت أمس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية قراره عدم تمديد مفعول قرار تعليق البناء في المستوطنات بعد انتهائه نهاية الشهر، وأن البناء سيُستأنف بداعي أن مواصلة التجميد تعرض استقرار حكومته اليمينية إلى الخطر، مضيفاً أن البناء سيكون «في شكل منضبط» على غرار ما كان في عهد سلفه ايهود اولمرت الذي واصل البناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى في موازاة التفاوض. من جهته، رد عباس بأنه يرفض استئناف البناء. مع ذلك، قالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى للإذاعة إن إسرائيل مستعدة لتدرس بجدية اقتراحاً بتكريس المفاوضات في الأشهر الثلاثة المقبلة لمسألتي الأمن والحدود. واستغربت أوساط إسرائيلية مطلعة على سير الجولة الثانية من المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التفاؤل الذي أبداه الموفد الأميركي الخاص جورج ميتشل حين أعلن أن المفاوضات تتقدم بسرعة أكثر مما هو متوقع. وقالت إن الفجوات في مواقف الطرفين ما زالت على حالها على رغم أن الأجواء كانت طيبة للغاية ومن دون مشاحنات، وان المفاوضات تناولت كل قضايا الصراع وأنها جرت في أجواء مواجهات. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين فلسطينيين أيضاً قولهم إن جولة المفاوضات انتهت من دون التوصل إلى تفاهمات، مضيفين أن إصرار نتانياهو على استئناف البناء سيحول دون مواصلة المفاوضات المباشرة. من جهتها، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أميركية أن الخلاف على مسألة الاستيطان كاد يفجر المفاوضات وان عباس هدد بالمغادرة، لكن تم إقناعه بالبقاء. وأضافت المصادر أن واشنطن تسعى الى أن يخوض الطرفان في مسألة ترسيم الحدود، ما سيتيح لكل من الجانبين معرفة المناطق التي في حدوده ليبني فيها. وتابعت الصحيفة أن الفجوات الكبيرة في المواقف قد تحول دون لقاء بين نتانياهو وعباس في نيويورك الأسبوع المقبل، أو من دون عقد اجتماع ثلاثي يجمعهما واوباما في واشنطن. وكانت مصادر صحافية توقعت أن يتدخل الرئيس الأميركي بهدف دفع المفاوضات من خلال دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن الأسبوع المقبل للبحث معه في خيارات التغلب على مسألة تجميد البناء في المستوطنات. مع ذلك، اتفق نتانياهو وعباس على أن يلتقي رئيسا طاقمي المفاوضات الإسرائيلي اسحق مولخو والفلسطيني صائب عريقات الأسبوع المقبل لبحث سبل إيجاد صيغة متفق عليها في شأن البناء. وكان مكتب رئيس الحكومة سارع إلى إصدار بيان يرد فيه على الانتقادات من أوساط اليمين المتشدد على وضع العلم الفلسطيني إلى جانب الإسرائيلي في مكتب رئيس الحكومة خلال لقاء أول من أمس. وجاء في البيان: «نقول نعم لوضع العلم، لكن لا للتنازلات». وكان نتانياهو انتقد، حين كان رئيساً للمعارضة، سلفه على وضع العلم في صالة الاجتماعات.