أكد المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء خالد الفريدة أن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) يوفر للحرفيين البرامج التدريبية، لتطوير الحرف وضمان استمرارها والإقبال عليها، إضافة إلى توفير فرصة المشاركة في المهرجانات والفعاليات التراثية والثقافية داخل المنطقة وخارجها، فيما درب أحد الخرازين 25 شاباً خليجياً على الخرازة. وشدد الفريدة في المعرض الخامس للحرف والصناعات اليدوية، الذي أقيم في الأحساء أول من أمس، بتنظيم من برنامج «بارع»، على أهمية التمسك بالحرف والصناعات اليدوية التي تحمل تراث المملكة العريق، وتقدمه على شكل فنون تراثية ترسخ تاريخ المملكة وتراثها. ويهدف «بارع» للحفاظ على الحرف التراثية باعتبارها جزءاً من مقومات السياحة، للحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة، من خلال حرصه على وجود الحرف بمعظم المهرجانات، لا سيما وأن عدداً من الحرف انقرضت من معظم المناطق ما عدا الأحساء، التي تعتبر الحرف التراثية فيها نتاجاً لتراكم حضاري وثقافي قديم ارتبط بهم. ويشارك في المعرض 11 حرفياً وحرفية، ومن أبرز الحرف المشاركة حرفة القفاصة، والخوصيات، والكروشيه، والتطريز والخياطة، والصناعات الخشبية، والسدو، والرسم، والنقش، والخرازة. ويعد هذا المعرض واحداً من المعارض التي تنظمها الهيئة للحرفيين في المراكز التجارية التي وقع عليها «بارع»، اتفاقات مع جهات مختصة بالصناعات اليدوية على مستوى المملكة، إضافة إلى اتفاقات الشراكة مع المراكز التجارية لعرض المنتجات الحرفية بالأحساء، وهي: مجمع العثيم مول، ومجمع الراشد تاون سكوير، وأسواق القرية. على صعيد آخر، أكد الحرفيون والحرفيات المشاركون في المهرجان، أن الدعم الذي يلقونه من البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية، أسهم إلى حد كبير في تطوير حرفهم والتسويق لها، من خلال المعارض التي ينظمونها. وأكدت الحرفية في السدو والكروشيه فاطمة العويش أن المعرض فتح المجال أمامهم لنشر التراث، وتبادل الخبرات، وتطوير حرفهم من خلال استشفاف مقترحات الزبائن من زوار هذه المعارض، إضافة إلى مساعدتهم في استقطاب مجموعة من العملاء الدائمين، والمشاركة في مهرجانات تابعة لجهات أخرى، مشيرة إلى أن صيت حرفيي الأحساء تعدى حدود المملكة ليصل إلى دول الخليج. بدورها، أوضحت الحرفية في الخوصيات فوزية المرزوق أن أبرز نتاج للمعارض التي ينظمها «بارع»، هو إعادة الحرف التراثية والتسويق لها، والإبقاء عليها بعد أن أوشكت على الاندثار، بينما حققت ارتفاعاً في المبيعات بنسبة لا تقل عن 50 في المئة. وكشف الخرّاز محمد الدخيل أن مشاركته في معارض برنامج «بارع»، أسهمت في جذب السياح الخليجيين للحرف التراثية والتقليدية في المملكة، مضيفاً أنه درب 25 شاباً خليجياً من الكويت وقطر والإمارات على مهنة الخرازة، مناشداً الجهات المعنية بالتراث والحرف التراثية والقائمين على التعليم بإنشاء معاهد خاصة بتعليم التراث، أو إدراجها ضمن التعليم المهني، أو ضمها لمادة التربية الفنية بالمدارس. يذكر أن هذا المعرض يمثل النسخة الخامسة منه خلال عام واحد في الأحساء، إذ سبق وأقيم معرضان في العثيم مول، ومعرضان في أسواق القرية الشعبية، وبلغ مجموع الحرفيين المشاركين في المعارض السابقة والمعرض الحالي 68 حرفياً، بينما تضم خطة البرنامج عدداً من المعارض المقبلة.