للفيل الأبيض مكانة مهمة جداً لدى الشعوب الآسيوية عموماً، إلا انه في تايلاند يملك أهمية و«احتراماً» فوق العادة، فيمكن رؤية مجسمات له أينما وقع نظرك: أمام المنازل والمعابد والمتاجر والمراكز الحكومية والجامعات والحدائق العامة... وفي مدينة شيانغ ماي الواقعة في شمال البلاد، «معسكر» للفيلة البيضاء حيث تربى هذه الحيوانات وتدرب تدريباً مكثفاً لتصبح «نجوماً» في عالم الاستعراض والترفيه. تقدّم الفيلة في معسكر Maesa ثلاثة عروض يومية تتضمّن فقرات عدة تبرز خلالها «المواهب» التي تملكها تلك الحيوانات الضخمة، ويظهر مدى التدريب الذي خضعت له خلال سنوات. يتضمّن عرض الفيلة، الذي يُجرى في حلبة دائرية تحدّها من كل الجهات مقاعد خشب يجلس عليها المتفرجون، حركات بهلوانية وعزفاً على أدوات موسيقية ومباراة في كرة القدم بين الفيلة ولعبة الدارتس بحيث توضع سهام في خراطيمها لتصيب الهدف أمامها (وهو بالونات ملونة). لكن أكثر العروض متعة هو الرسم، إذ توضع فرشاة خاصة بالرسم على القماش في خرطوم الفيل وتوضع تحته الألوان التي سيستخدمها في لوحته. وخلال تلك الدقائق التي تشغل الفيلة وتثير فضول الجمهور، يمكن رؤية التركيز في عيون الحيوانات التي تتبارى لتنجز اللوحة الأفضل وتحصل بالتالي على مكافأة أكبر. وعندما تنتهي تلك الأعمال الفنية المدهشة، تعرض للبيع بأسعار متفاوتة تتراوح بين 50 و 200 دولار.وبعد انتهاء العروض، يتاح للوافدين إلى المعسكر ركوب الفيلة في رحلة تستغرق ساعتين بين الأشجار والغابات وفي النهر، يمكن من خلالها اكتشاف الطبيعة الخلابة في شمال تايلاند. وفي سؤال عن طريقة اكتساب الفيلة تلك المهارات، يقول أحد المسؤولين في المعسكر ل «الحياة»: «يبعد الدغفل عن أمه بعد انتهاء فترة الرضاعة كي لا نحرمه من أمور أساسية منها الحنان والتغذية اللازمة والنمو ليصبح مؤهلاً لدخول المعسكر حيث يتلقّى تدريبات مكثفة في المهارات التي يحتاج إليها لتأدية العروض». ويوضح أن الفيل الصغير «مثل الطفل يمكن أن تعلمه الأمور التي تريدها، علماً أنها مهمة صعبة لكننا نستخدم طريقة المكافآت لتسهيلها. فمثلاً عندما يؤدي الفيل مهمة أوكلت إليه يكافأ بالطعام». ويضيف: «تستغرق التدريبات وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً لكن النتائج تكون مرضية دائماً، وهي تظهر من خلال التوافد المتزايد للجمهور إلينا لحضور عروض الفيلة». يضم هذا المعسكر مطعماً يقدم أطباقاً آسيوية وتايلاندية، ومتجراً للتذكارات، ومعرضاً فيه لوحات الفيلة التي رسمت على مر السنوات، ومكاناً خاصاً للتدخين، ومكاناً للحصول على قسط من الراحة بعد جولة متعبة.