يتبادل الملايين حول العالم أسرارهم وأحاديثهم الخاصة عبر برامج وتطبيقات المحادثة يومياً، غير مدركين أن بعض هذه التطبيقات لا يهتم بقيمة هذه المعلومات فيتجاهل حمايتها وتشفيرها، مثل تطبيق سناب شات الذي جاء في مركز متأخر في تقييم منظمة العفو الدولية. وأظهر التقرير أن ثلاث شركات تكنولوجية فقط تهتم بتشفير محادثات مستخدمي تطبيقاتها وهي فايسبوك، آبل و تليغرام. وفشل كل من سناب شات وسكايب وبلاكبيري في الحصول على مركز متقدم بسبب غياب التشفير وسياسة خصوصية واضحة تحمي معلومات المستخدمين وحرياتهم. وحصلت فايسبوك على مركز متقدم إذ حققت 73 من 100 على مقياس الخصوصية، بعدما أعلنت عن تشفير محادثات واتس آب بالكامل. وجاءت آبل صاحبة تطبيقي iMessage وFacetime بعد فايسبوك في مقياس الخصوصية. وتحمي وتشفر هذه الشركات محتوى رسائل مستخدمي تطبيقاتها أثناء تنقل الرسائل فقط. وعند وصول الرسائل إلى الهاتف أو الجهاز، تتمكن هذه الشركات من فتح محتوى الرسائل والاطلاع عليه وتحليله بهدف معرفة ميول وهوايات المستخدم لبناء ملف شخصي لكل مستخدم يسهل مهمة المُعلنين عند استهداف شريحة بعينها. وتعتبر ميزة تشفير الرسائل، التي توفرها هذه الشركات، اختيارية. وتكمن المشكلة في أن المستخدم لا يعلم أن التطبيقات تسمح بتشفير الرسائل لحمايتها، فيترك رسائله من دون تشفير، معرضا نفسه للاختراق السهل. ويرى بعض المستخدمين أن التشفير أثناء تنقل الرسالة أمر جيد، إلا أنهم يتجاهلون أمرا مهما، ألا وهو اختراق خوادم هذه الشركات، مايجعل المعلومات عرضة للتسريب والنشر والمتاجرة بها أيضا. ودائما ما تطالب الأجهزة الأمنية الشركات التكنولوجية صاحبة التطبيقات والأجهزة المشفرة بوضع "باب خلفي" للبرمجيات والأجهزة، يعطيهم الصلاحية لفتح الجهاز أو البرنامج عند الحاجة لذلك، مثلما حصل بين Apple وFBI، عندما طالبت إف بي آي شركة آبل بزيادة عدد مرات إدخال كلمة السر إلى هاتف آيفون خاص بالإرهابي منفذ هجوم سان بيرناردينو، إلا أن الشركة رفضت.