موسم العودة الى المدارس يحل ضيفاً قديماً - جديداً على الأردن، بعد عطلة طالت. رحل الصيف والمغتربون عادوا الى غربتهم، وانتهى شهر الصوم وجاء العيد ومضى. وفيما البرد يطلب إذناً أو تصريحاً بالعودة، يتعرض البلد إلى موجة حر جديدة تعصف بجيوب الأهل هذه المرة وظهورهم. «رجع أيلول...»، كما تغني السيدة فيروز، حاملاً كل جديد، كأنه يقطع الطريق على الأعياد المقبلة. يحمل أيلول (سبتمبر) ملابس جديدة وكتباً جديدة، وهموماً وأعباء إضافية. وهناك اسر اردنية وضعت لوائح بمصاريف ولوازم لا تنتهي، بل تحتاج الى موازنة خاصة. ويلاحظ هذه السنة إقبال على الانتقال من مدارس خاصة إلى مدراس حكومية، بسبب ارتفاع أقساط الأولى ومصاريفها «الخيالية». ولعلها فرصة لكي تستعيد الثانية وهجها وبريقها. أم قيصر، أم لولدين، تعرب عن سعادتها لبدء العام الدراسي، فهي تفضله على مدار الوقت، من دون إجازات. وترى أن الدوام المدرسي يعيد النظام الى المنزل: نوم، صحو، مدرسة... واللهو يكون في حينه ضمن الحلقة المنتظمة. سمير أب لثلاثة اطفال، تتراوح اعمارهم بين 8 سنوات و15 سنة، يقول إن أجمل سنوات العمر هي أيام الدراسة، كان يقضيها بالأحلام والأمنيات، حتى صارت في هذه الأيام أعباء و «كوابيس». رانية، أم لأربع بنات، تقول إنها لا تواجه أي مشكلة مع العودة إلى المدارس، لأنها تقتصد من المصروف الشهري على مدار السنة، وتدّخره لهذه المناسبة، علماً أنها من محدودي الدخل. وتعبر عن مدى «سعادتها» عندما تعود بناتها إلى المدرسة كل عام، لأنها تتفرغ إلى تنظيم بيتها في غياب «المزعجات الصغيرات»، كما تصفهنّ. سمير، طالب في الصف السابع، ينتظر بدء العام الدراسي على أحر من الجمر، فهو يكره العطلة الصيفية المملة، مفضلاً المدرسة التي تشكل لديه ملتقى الأصحاب. أما فيصل فيخالف شقيقه سمير، لأنه يكره المدرسة ويتمنى ان تستمر العطلة الصيفيه طول العام، لئلا يضطر إلى النوم باكراً. ويضرب مؤيد، موظف وأب لخمسة أطفال، كفاً بكف تعبيراً عن انتهاء الراتب مع حلول عيد الفطر، من دون دفع الأقساط واللوازم. وينتظر بصبر «حلول» الراتب المقبل كي يستكمل تسديد الالتزامات المالية. رشيد، تاجر، يرى في موسم العودة الى المدراس محركاً للعجلة الاقتصادية. وقد خصّص ركناً في محله التجاري لبيع لوازم الطلاّب، تحت اسم «مهرجان العودة» إلى المدارس. محمود لديه مشكلة مع نظام الفترتين الصباحية والمسائية، ويتمنى على وزارة التربية والتعليم إلغاء هذا النظام، وبناء مدارس تستوعب أعداداً أكبر من التلاميذ. ويضيف رامي إلى تمني محمود دعوته الوزارة إياها الى إصلاح مباني المدارس التي تعاني سوء الصيانة وتنعدم فيها الشروط الصحية والبيئية والسلامة العامة، وتعويض النقص في المعلمين والمعلمات والتجهيزات، خصوصاً في المدارس النائية.