خاض أحد الفرق التطوعية في مكةالمكرمة تجربة فريدة من نوعها خلال فعاليات عيد الفطر المبارك، بعد أن أصر على استهداف مجموعة من الأطفال المتسولين ممن اتخذوا التسول طريقاً لجمع المال، ومحاولة إقناعهم وحثهم على سلك طرق أخرى للتكسب والحصول على المال من دون التسول والاحتيال على الناس. ونجح فريق «بصمة تغيير» من خلال البرنامج الذي أطلق عليه «دعوة للتغيير في عيد الخير» من الوصول إلى مراكز مكافحة التسول والالتقاء بمجموعة من الشبان والأطفال المتسولين ممن قبض عليهم بدعوى التسول خلال شهر رمضان الماضي، والعمل على تغيير عدد من الأفكار والمعتقدات التي يحملها هؤلاء الأطفال حول كيفية الحصول على المال، والتكسب، وتعليمهم بعض الأعمال والصناعات التي تجعلهم في غنى عن سلك تلك الطرق الاحتيالية. وأكد رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان خالد زين أن الفريق التطوعي الذي تشرف على أعماله ونشاطاته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في العاصمة المقدسة نظم مهرجان عيد الخير الأول الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة مكةالمكرمة تحت شعار «أمة واحدة فرحة واحدة»، لعدد من الأطفال والشبان المتسولين، موضحاً أن المهرجان هدف من خلال هذه الفكرة إلى إيصال رسالته الرئيسة لمختلف الشرائح المجتمعية، التي تتركز في المقام الأول على تغيير الفكر السائد لدى هؤلاء الأطفال، ومحاولة حثهم على العمل والتكسب الحلال، إضافةً إلى رسم البسمة وإدخال الفرحة والسرور على عدد آخر من الفئات المجتمعية. ولفت إلى أن الفريق لم يكتف فقط بفئة الأطفال والشبان المتسولين، بل إنه توجه إلى أكثر من 535 فرداً من السجناء والسجينات، والمسنين والمسنات، من طريق الوصول إلى دورهم ومقار سكنهم، وتشجيعهم، وتعزيز الدافع النفسي لديهم، وحثهم على المشاركة في تطوير المجتمع والنهوض به إلى ساحات الرقي والتقدم، ملمحاً إلى أن المهرجان سيستمر حتى اليوم ال10 من الشهر الجاري، وستكون فعالياته في مدينتي مكةالمكرمةوجدة. من جانبها، أوضحت نائبة رئيس اللجنة المنظمة حليمة محمد أن رسالة المهرجان تحمل شعار المحبة ورسم البسمة، وقالت: «إن الفريق اختار شعار «لأننا نحبكم...سنرسم البسمة ونعلي الهمة» هدفاً واضحاً للمهرجان»، مشددةً على أن أهم أهداف المهرجان إدخال السرور على نفوس الشبان والأطفال والمسنين والسجناء، وكل فئات المجتمع التي تحتاج مشاركتها الفرحة في مثل هذا اليوم السعيد. وأشارت إلى أن من أهداف الفريق أيضاً تعزيز التكافل الاجتماعي، وتشجيع الشبان على التطوع لخدمة فئات غائبة عن الأذهان، وتغيير الصورة النمطية عن السجناء والأطفال بدار الإيواء، مؤكدةً أن المهرجان تم تنظيمه بمشاركة عدد من القطاعات الحكومية ذات العلاقة بدءاً من المديرية العامة للسجون وجمعية البر ووزارة الشؤون الاجتماعية، إضافةً إلى عدد من الجهات والشركات المساهمة والراعية.