سجلت الاستراحات الزراعية إقبالاً كبيراً خلال أيام عيد الفطر المبارك، وتضاعفت معها الأسعار بنسبة مئتين في المئة، إذ تراوحت أسعار استئجار الاستراحات ذات الخدمات المتوسطة بين 900 وألفي ريال، ل12 ساعة فقط، فيما يتراوح سعر تأجيرها في الأيام العادية بين 300 وألف ريال. أما الاستراحة المتكاملة الخدمات فلا يقل سعرها عن 3500 ريال في اليوم الواحد. ويساهم في الإقبال على استئجار الاستراحات الزراعية، تواجد أبناء العائلة الواحدة في إجازة العيد بين أسرهم، ما يضاعف عدد أفراد العائلة الواحدة إلى 50 فرداً أو أكثر، بين رجال ونساء وأطفال. لذا تكون الاستراحات الزراعية الخيار الوحيد للأسرة، لوجود مجلس خاص للرجال، وآخر للنساء، وكذلك بركة سباحة وألعاب للأطفال، ومكان مخصص للشواء، ومساحة خضراء للعب الكرة، إضافة إلى انخفاض درجة الحرارة في أجواء النخيل، إذ تصل في ساعات متأخرة من الليل إلى 22 درجة مئوية. ولا بد للأسرة من الترتيب المبكر لهذا الاجتماع، الذي يجب أن يكون من أول أيام شهر رمضان المبارك، لضمان حجز الاستراحة. أما العائلة التي يكون اجتماعها في شكل طارئ، فليس لها إلا خيار واحد، وهو الاجتماع على وجبة الغداء، أي استئجار الاستراحة في الفترة الصباحية، وهو أمر غير مرغوب فيه، بسبب حرارة الجو، أو أن يكون اجتماعها في مجلس البيت الذي سيضيق بالرجال والأطفال. ويزداد الإقبال على استئجار الاستراحات في الفترة المسائية، من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً، ويكون سعرها الأغلى، وتكون محجوزة منذ أكثر من شهر أو أسابيع. ودخلت الاستراحات في تنافس حاد مع الفنادق والوحدات السكنية، وبخاصة للزائرين، إذ يفضل بعض أبناء دول الخليج الذين يقضون أيام العيد بين أقاربهم في الأحساء، استئجار استراحة زراعية. ويقول حمد المري (من دولة قطر) في هذا الجانب: «إن أسعار الإيجارات بين الفنادق والاستراحات الزراعية متقاربة جداً، لذا نفضل الثانية، لمساحاتها التي تتسع لأفراد الأسرة كافة. كما يمكننا استقبال الضيوف أيضاً. إضافة إلى أن أجواء النخيل تشعرنا بجو المتعة والانشراح. ونشعر أننا في نزهة وترفيه، وليس مجرد وجودنا في الأحساء لمجرد زيارة الأقارب»، مضيفاً «نخطط لقضاء أيام العيد منذ شهر شعبان، ونقوم بحجز استراحات معينة، وبخاصة أن الأحساء تطورت في السنوات الأخيرة، من ناحية التنمية العمرانية، وأصبحت عامل جذب سياحي بالنسبة لنا، إضافة إلى وجود المراكز التجارية والفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة». ولا توجد إحصائية محددة لعدد الاستراحات الزراعية في الأحساء، ولكنها لا تقل عن 600 استراحة، إذ تسابق أصحاب النخيل على تحويل مزارعهم إلى استراحات للتأجير اليومي، كمشروع استثماري مربح، وراح بعضهم يختار أسماء «منتجع» أو «قصر»، بهدف جذب الزبائن، مع إضافة بعض الخدمات المميزة، مثل وجود قاعات كبيرة للأفراح، واحدة للرجال، وأخرى للنساء، وصالة طعام تتسع ل300 مدعو، ومجلسين للرجال وللنساء، مع وجود بركة سباحة ومطبخ مجهز بلوازمه، وألعاب أطفال وملاعب كرة. وأغرى وجود هذه الخدمات الأهالي على إقامة الكثير من المناسبات في الاستراحات، للاستفادة من خدماتها المتعددة، مثل اجتماعات الأسرة، أو مناسبة خاصة لعدد من الأصدقاء، أو حفلات التكريم، أو إقامة الأمسيات الثقافية والاجتماعية. وشجع هذا الإقبال على الاستثمار في الاستراحات الزراعية.