متى يتدخل الكبار لإيقاف ما يحدث في سوق اللاعبين فالأرقام أصبحت خيالية ولم يعد في الإمكان إيقاف هذا الطوفان الجارف. فبعد أن كنا نباهي بأندية المؤسسات والشركات أصبحنا الآن نصرخ من هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار لدرجة أن بعض أندية الدرجة الثانية مهددة الآن بإيقاف نشاطها الكروي لأنها لم تعد قادرة على مواجهة هذا الارتفاع الجنوني في أسعار اللاعبين والغريب أن هذا الارتفاع اللا معقول في الأسعار قابله أيضاً ارتفاع جنوني في مرتبات المدربين والمساعدين والإداريين، ما جعل مهمة بعض الأندية شبه مستحيلة في الاستمرار في ظل الأرقام التي أصبحنا نقرأ عنها الآن عبر صفحات الصحف ونشاهدها عبر البرامج الرياضية. والمتتبع لعملية الاحتراف في مصر سيضرب مليون كف بكف فالاحتراف بدأ مع الملاعب المصرية عقب نهائيات كأس العالم (90) التي أقيمت بإيطاليا وشاركت فيها مصر وكان بقرار من اتحاد الكرة في جلسة واحدة عقب مذكرة تقدم بها محمود الجوهري المدير الفني الأشهر في تاريخ الكرة المصرية وطالب فيها الرجل بإدخال نظام الاحتراف في مصر وبدلاً من أن يدرس السادة المسؤولون في مصر الموضوع بالكامل إذا بهم يوافقون عليه من دون مناقشة أو سابق إنذار وأذكر وقتها وكنت لاعباً في النادي الأهلي مدى الهلع الذي أصاب المسؤولين فيه، إذ لا لوائح ولا قوانين ولا نظام على الإطلاق وفجأة أصبح اللاعبون أحراراً ينتقلون إلى أي نادٍ فكانت المفاجآت، إذ قررت إدارة النادي منح كل لاعب مبلغ 20 ألف جنيه في ثلاث سنوات مقابل التوقيع من جديد للأهلي أي نحو سبعة آلاف جنيه في الموسم الواحد ولم تمضِ 20 عاماً حتى أصبحت السبعة آلاف 5 ملايين جنيه. وهذا الارتفاع غير المسبوق في أي مكان في العالم يمثل تهديداً واضحاً لاستمرار وجود بعض الأندية على الساحة الرياضية فالأمور فلتت من يد اتحاد الكرة ولم يعد في الإمكان السيطرة على سوق اللاعبين والغريب أنه بعد كل ذلك لا نجد مردوداً من اللاعبين فمثلاً شيكابالا بعد كل ما سمعناه من أرقام وصلت بحسب ما يقولون إلى 8 ملايين جنيه في الموسم الواحد لم يعد قادراً حتى على صناعة هدف لفريقه بل إنه أصبح التغيير الأول لفريقه وغيره كثير من اللاعبين ولعل المصيبة الأكبر ما حدث في نادي الاتحاد السكندري قبل أيام قليلة من لقاء الفريق في الدوري أمام الجونة عند ما أضرب اللاعبون عن التدريب ورفضوا نزول أرض الملعب بحجة عدم تسلمهم مستحقاتهم المالية وهو موقف يحدث لأول مرة في تاريخ هذا النادي العريق. هذا المشهد من المؤكد أنه سيتكرر مستقبلاً، خصوصاً مع الأزمات المالية الطاحنة التي تعانيها الأندية الشعبية لذلك أناشد كل المسؤولين في مصر مرة أخرى أن يبادروا ويسارعوا بالتدخل لوقف هذا الجنون في سوق انتقالات اللاعبين وإلا سنبكي دماً وألماً في المستقبل. [email protected]