على عكس التوقعات، وخلافاً للسنوات الماضية، شهدت أسواق تأجير السيارات حالة من الركود خلال إجازة عيد الفطر المبارك، وهو الوقت الذي كانت تسجل فيه مكاتب التأجير معدلات عالية، بل إن بعضها كانت السيارات تنفد لديه خلال تلك الإجازة.وعزا عاملون في قطاع تأجير السيارات حالة الركود إلى غياب نسبة كبيرة من الأجانب بسبب إجازاتهم السنوية والتي صادفت إجازة العيد، وبخاصة أن الأجانب يمثلون الرقم الصعب في استئجار السيارات في أوقات الأعياد، في حين ذهب آخرون إلى أن الحالة الاقتصادية التي يعيشها المواطن جعلته يلغي ما اعتاده كل سنة من استئجار سيارة خاصة، إضافة إلى ضغوط المواسم المتتالية التي أثرت في موازنات المواطنين الذين يستعدون لموسم المدارس. وقال هؤلاء في حديثهم ل«الحياة» إن الإقبال على استئجار السيارات في عيد الفطر اتسم بالركود، مشيرين إلى أن الإقبال على التأجير تراجع من 100 في المئة في العام الماضي إلى 40 في المئة، ويتركز على السيارات العائلية، فيما ضرب الركود السيارات الأخرى خلافاً للعام الماضي الذي شهد إقبالاً منقطع النظير، تسبب في نفاد السيارات المعروضة للتأجير. وأوضح مدير التأجير في شركة أبو ذياب لتأجير السيارات مجدي محمود، أن الإقبال على التأجير في عيد الفطر لهذا العام شهد حالة من الركود غير المعتادة على خلاف السنوات الماضية خاصة، مشيراً إلى أن نسبة الإقبال تراجعت من 100 في المئة خلال العام الماضي لتصل إلى 40 في المئة العام الحالي، واقتصر التأجير على السيارات العائلية التي يستغلها المستأجر في السفر أيام الإجازة. وحول أسباب الركود قال محمود: «سبب الركود الذي تعيشه أسواق تأجير السيارات يعود إلى الحالة الاقتصادية التي يعيشها المواطن والمقيم بعد المواسم المتتالية التي مروا بها خلال فتره بسيطة، بدأت بالإجازة الصيفية، ثم شهر رمضان، والآن عيد الفطر ثم موسم المدارس، وكلها مواسم ومناسبات تسببت في إرهاق موازنات العوائل وجعلتها تضطر لإلغاء بعض الأشياء المعتادة ومنها استئجار سيارة في عيد الفطر أو السفر إلى خارج المدينة». من جهته، قال مسؤول التأجير في أنوار الطريق لتأجير السيارات محمد السعيدي، إن عيد الفطر هذا العام شهد ضعفاً كبيراً في الإقبال على مكاتب تأجير السيارات، وبخاصة في السيارات الصغيرة والتي لا يتجاوز الطلب عليها 15 في المئة على خلاف السنوات الماضية التي كانت تنفد قبل العيد بأيام. وأرجع السعيدي أسباب ضعف الطلب إلى «غياب غالبية المقيمين عن عيد الفطر لهذا العام بسبب إجازاتهم السنوية والتي توافقت مع إجازة العيد، وبخاصة أنهم يمثلون النسبة الأكبر من المستأجرين، لاسيما السيارات الصغيرة»، لافتاً إلى أن ضعف الإقبال على التأجير امتد إلى المواطنين الذين اقتصر إقبالهم على السيارات العائلية مثل «جي أم سي» و«لاندكروزر»، والإقبال على التأجير يعد ضعيفاً جداً مقارنة بالعام الماضي. وأكد السعيدي أن ضعف الإقبال دفع أصحاب مكاتب التأجير إلى عمل خصومات وصلت إلى 10 في المئة لجذب المستأجرين، ولكن لا يزال الطلب ضعيفاً حتى بعد الخصومات. أما مسؤول التأجير في «فاز لتأجير السيارات» أحمد مصطفى، فأشار إلى أن مكاتب التأجير قامت من منتصف شهر رمضان بالتجهيز لموسم العيد بتوفير أكبر عدد من السيارات من جميع الأنواع كما اعتادوا عليه كل عام، ولكنهم فوجئوا بضعف الإقبال، وتكدس عدد كبير من السيارات أمام المكاتب تنتظر من يأتي ليستأجرها. وأوضح مصطفى أن أسعار تأجير السيارات لم ترتفع كما توقع البعض، بل بقيت كما هي عند مستويات العام الماضي، إذ تتراوح السيارات الصغيرة من 70 إلى 180 ريالاً، فيما ترتفع في الكبيرة لتتراوح من 300 ريال إلى 400 ريال على حسب نوعها. وتوقع مصطفى انتعاش سوق تأجير السيارات مع قرب بداية المدارس وعودة المسافرين، وبخاصة الزبائن المعتادين من موظفي الشركات والذين قاموا بتسليم السيارات التي استأجروها قبل سفرهم.