يتناول الكتاب الجديد «ما وراء الوجه: سياسات الكتابة وثقافات المقاومة» (الدار العربية للعلوم 2010) للشاعر والناقد أحمد الواصل مفهوم الرفض باعتباره صورة من صور المقاومة في الثقافة، ويركز على فعل الكتابة باعتباره وسيلة سياسية لعرض الموقف والرأي غير أنه يتعدى الأمر إلى الأدب والفن. ويعالج القسم الأول الذي تنبني عليه جميع الأقسام في دراسة تحليلية: الشباب كفئةٍ عمرية، فعل الرفض مفهوماً، المثقفون وفضاء التمايز،المجتمع السعودي نموذجاً، ويستعرض أرشيف الرفض وذاكرة الإبداع عبر فترات: من شباب الثورة العربية الكبرى 1916 وتمر بشباب الدولة الجديدة، وشباب فترة التحرر العربي ثم شباب اليسار الجديد وصولاً إلى شباب كتابة الفوضى / ذاكرة الثقافة الضوئية، ويناقش الكتاب مفهوم المحرمات وموقف الرفض لها عبر أنماط التعبير الأدبية والفنية. وينتقل إلى إعطاء نماذج مستقلة عبر كل قسم من الكتاب يستعرض وضع المثقفة وتحولاتها صحافية وكاتبة وشاعرة وروائية. مركزاً على أزمة الذات الأنثوية من التمكن من وسيلة التعبير إلى مواجهة المحرمات في الرغبة والإيديولوجيا والدين. يتناول القسم الثالث نموذج الناقد والمثقف السعودي، وموقفه النقدي المتأثر بالمتغيرات السياسية والإيديولوجية بين نظريتي الفراغ والمؤامرة مروراً بالغزو والاستقبال وصولاً إلى النقد الأدبي والثقافي متخذاً دليله في نموذج عبدالله عبدالجبار وسعد البازعي وفالح العجمي. وأما في القسم الرابع يتناول أزمة التفكير متخذاً من المفكر عبدالله القصيمي نموذجاَ لحالة العلمنة الثقافية ومفهوم الفيلسوف الجديد طارحاً أوليات العلمية الاجتماعية، والحاجة إلى الفلسفة، ومنها إلى ثلاثية الإرادة واللغة والإنسان المرتكز عليها فكر القصيمي، واعتنى بنقده الفلسفي للخرافات الذهنية التي وقع فيها الفكر العربي. ويهتم في الفصل الخامس إلى تناول مسيرة الإعلام الصحافي باعتباره وسيلة متورطة بالتحيز للأفكار ونقيضها متناولاً مسيرة حمد الجاسر وعبد الكريم الجاسر وعثمان العمير، ويمر على تحولات الخبر وتوظيفه من نصوص الشعر النبطي في شفويته مروراً بالصحافة المطبوعة ونهاية بالصحافة الإلكترونية. يذكر أنه سبق لأحمد الواصل أن أصدر كتباً عدة في الشعر : جموع أقنعة وهشيم ومهلة الفزع وتمائم وأهوال الصحو. وفي السرد : سورة الرياض. وفي النقد: الصوت والمعنى، سحارة الخليج، الرماد والموسيقى وتغني الأرض.