توصل باحثون أميركيون إلى أن إصابات الرأس المتكررة جراء لعب كرة القدم، قد يكون لها آثار مدمرة على أدمغة اللاعبين الشباب مثل الاصابة بارتجاج في الدماغ، وقد تستمر تلك الآثار إلى سنوات بعد التعرض الى الاصابة. وذكر موقع Time أن باحثين من جامعة ويك فوريست الأميركية اختبروا 25 فتىً تترواح أعمارهم بين الثماني وال 13 ولعبوا كرة القدم مع ارتدائهم خوذة على الرأس، لتمكن الباحثين من مراقبة التغيرات التي تحدث في الدماغ. وأجرى الباحثون صوراً للدماغ باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي MRI قبل أن يبدأ اللاعبون بخوض المباراة، وبعد أن انتهوا منها لمعرفة ما إذا حدثت تغيرات على أدمغة أولئك اللاعبين. ووجد الدكتور ورئيس التصوير الشعاعي العصبي في الجامعة، كريستوفر ويتلو، أن أكثر التغيرات التي لوحظت كانت في جزء من الدماغ يسمى ب «المادة البيضاء» التي تتكون من الخلايا العصبية المعزولة والتي تشكل أساس التواصل بين أجزاء مختلفة من الدماغ. وأوضح ويتلو أن تلك التغيرات قد يكون لها آثار على وظائف كثيرة من الدماغ مثل السلوك الشخصي والوظائف الادراكية، لافتاً إلى انه «ليس من الواضح ما إذا كانت التغييرات قد تؤثرعلى التفكير أو التنمية». وأفاد ويتلو أنه يفضل أن تستمر تلك الدراسة على مدى خمس سنوات لمتابعة آداء اللاعبين لمعرفة ما اذا كانت تلك التغيرات تزيد أم تنقص، مشدداً على ضرورة أن يدرك الأباء علامات وأعراض ارتجاج الدماغ . الدراسة التي من المتوقع نشرها قريباً، قد تربط بين تدمير وظائف الدماغ، ومواصلة الفرد أداء الضربات رأسية، بسبب الارتجاج الذي تحدثه كل ضربة في المخ. وكانت دراسة بريطانية حديثة بحثت تأثير الضربات الرأسية في أدمغة اللاعبين في المدى البعيد. وقام فريق البحث بقيادة طبيب الأعصاب ماغدالينا اتسوارت برصد مجموعة من 19 لاعباً اعتادوا استخدام الضربات الرأسية في شكل روتيني، وتحديد مستوى أدائهم في اختبارات الذاكرة. وتوصل الباحثون إلى وجود دليل على انخفاض أداء الذاكرة بنسبة 60 في المئة مباشرة بعد ضربهم الكرة برؤوسهم. ومع أن الأبحاث بيّنت أن آثار الضربة الرأسية الفوري تختفي خلال 24 ساعة، يعتقد العلماء أن تكرار استخدام الرأس في ضرب الكرة له أثار جانبية سيئة في المدى البعيد، وقد تسبب تلفاً دائماً في وظائف الدماغ.