تنطلق الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في شرم الشيخ غداً في ظل خلاف عميق على جدول اعمال المفاوضات والاستيطان. واستبق الجانبان المفاوضات بعرض مواقفهما، فأعاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التأكيد على ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل «دولة قومية للشعب اليهودي»، في وقت كشفت اوساطه انه سيطلب خلال جلسة المفاوضات إعطاء الاولوية لبحث هذه المسألة ومعها مسألة الترتيبات الامنية، ونقلت عنه ان ثمة «خيارات اخرى» لحل قضية الاستيطان غير تعليقه او استئنافه. على خط مواز، شدد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على انه «ليس من حق اسرائيل مطالبتنا بالاعتراف بيهودية الدولة»، وقال ان الاولوية لقضية الحدود، محذراً من ان المفاوضات ستتوقف اذا واصلت اسرائيل الاستيطان. تزامن ذلك مع تصعيد اسرائيلي ضد قطاع غزة حيث افاد عمال اغاثة وشهود ان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا فيما اصيب ثلاثة آخرون في قصف اسرائيلي اعقب اطلاق صاروخين من القطاع على اسرائيل. واوضح مسؤولون امنيون من حركة «حماس» ومسؤولون طبيون ان الشهداء الثلاثة مزارعون من بلدة بيت حانون قرب الحدود مع اسرائيل. ومن المقرر ان تتوجه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى المنطقة لاعطاء دفعة للمفاوضات. وستحضر برفقة المبعوث الاميركي جورج ميتشل، الجولة الثانية في شرم الشيخ غداً، ثم في القدسالمحتلة بعد غد. وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في رام الله ان اللقاء التالي سيعقد بين الرئيس محمود عباس ونتانياهو في نيويورك في 22 الشهر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقبل جولة المفاوضات غداً، ستعقد لقاءات ثنائية مختلفة، اذ سيجتمع الرئيس حسني مبارك مع نتانياهو، قبل ان يجتمع مع عباس ثم كلينتون. ومن المقرر ايضاً ان تجتمع الوزيرة الاميركية مع كل من عباس ونتانياهو، على ان يقيم مبارك مأدبة غداء للجميع عقب انتهاء الجلسة. ومع اقتراب الجولة الثانية، ما تزال مواقف الجانبين متباعدة في شأن الاولويات، اذ دعا نتانياهو قبل بدء اجتماع حكومته امس الفلسطينيين الى الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وقال: «ان الاساس هو اعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي ... هذه ايضا القاعدة الرئيسة لنهاية المطالب». واضاف: «نريد ونتوقع من الفلسطينيين ان يعترفوا بنا دولة يهودية. هذه هي القاعدة الحقيقية للسلام». وتجنب نتانياهو الرد على دعوة الرئيس باراك اوباما الى تمديد تجميد الاستيطان، لكن صحيفة «يديعوت احرونوت» افادت في موقعها على الانترنت بأنه المح خلال اجتماع مع وزراء حزبه «ليكود» الى امكان ايجاد حل لمسألة البناء من خلال الاتفاق الضمني غير المعلن على استئناف جزئي للبناء في عدد من المستوطنات. ونقلت عنه قوله: «نهاية الشهر ينتهي مفعول امر تجميد البناء ... ثمة احتمال لبناء ممكن ل 19 الف وحدة سكنية جديدة، لكنني اعتقد ان ما سيتم بناءه فعليا اقل بكثير، وعلينا ان ندرس الامور بحكمة، لن نقبل املاء بعدم البناء ابداً، لكن بين الصفر و10 هناك خيارات اخرى» من جانبه، قال عريقات ل «الحياة» انه «ليس من حق اسرائيل مطالبتنا بالاعتراف بيهودية الدولة»، موضحا انه جرى اعتراف متبادل بين منظمة التحرير واسرائيل العام 1993، وهناك رسائل اعتراف متبادل بن الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين تم بوجبها اعتراف فلسطين بدولة اسرائيل، واعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفسلطيني، مضيفا: «يهودية الدولة امر مرفوض، وهذا الامر انتهى بهذه الوثيقة».