«لا شيء إلا ظلي»، مشروع وورشة عمل يرعاهما «مركز الجزويت للتنمية الثقافية» في القاهرة بمشاركة فنانين وهواة من القاهرةونيويورك. الجديد أن ورشة العمل تقام في شكل تفاعلي بين كلا الجانبين باستخدام برنامج «سكاي بي». وتستمر تسعة أشهر، يجتمع خلالها فنانون من مصر والولايات المتحدة عبر برنامج «سكاي بي» للعمل معاً، وطرح الأفكار، وتبادل وجهات النظر في ما بينهم خلال ساعات تم الاتفاق عليها مسبقاً لتناسب التوقيت بين مدينتي القاهرةونيويورك، وتنتهي الورشة بمعرض يقام في مقر مركز الجزويت. المثير أيضاً أن الأمر لا يقتصر على تبادل الآراء ووجهات النظر فقط بل يتعداه إلى المستوى العملي أيضاً، لإخراج أعمال مشتركة يساهم في تنفيذها فنانون من كلا الجانبين. بدأت فكرة المشروع خلال العام الماضي فى غاليري «تاون هاوس» في القاهرة بإشراف الأميركية ألكساندرا زيفك وهي فنانة تعمل فى تدريس طلاب المرحلة الثانوية في نيويورك، ولها الكثير من النشاطات حول العالم. وأقامت ألكساندرا الكثير من الورش للفنانين والهواة في نيويورك خصوصاً مع طلاب المدارس الثانوية، وهي تعتمد في هذه الورش على دفع المشاركين للتعبير عن أنفسهم من خلال الكلمات والصور. وخلال زيارتها القاهرة العام الماضي أحضرت معها عدداً من نتاج هذه الورش التي أقامتها في نيويورك، وأرادت أن تقيم الفكرة نفسها مع عدد من الهواة المصريين. وبالفعل أقامت ورشة عمل في غاليري «تاون هاوس» استمرت ثلاثة أسابيع، ونُظم معرض في ختامها ضم عدداً من الأعمال التي نفذت في الورشة. تبلورت الفكرة بعد ذلك وتطور مشروع الورشة من أجل العمل في شكل تفاعلي بين مجموعة من الهواة في القاهرةونيويورك، واقتصرت طريقة العمل على تبادل الأفكار من خلال عرض مجموعة الأعمال التي رسمها طلبة وهواة من نيويورك على المشاركين فى الورشة في القاهرة، ومناقشتها والعمل من خلالها. بعدها سافرت زيفك إلى نيويورك ومعها نتاج الورش التي أقامتها لتقيم ورشة عمل هناك مع مجموعة من الهواة للعمل من وحي رسومات نظرائهم في القاهرة. وحين عادت إلى مصر مرة أخرى قدمت الفكرة نفسها في «مركز الجزويت الثقافي»، لكنها أضافت إليها بعد ذلك بعض التطوير عبر الاستعانة ببرنامج «سكاي بي» لإيجاد نوع من التفاعل المباشر بين الفنانين من نيويوركوالقاهرة. في هذه الورش، تم التأكيد على مفهوم واحد عمل عليه جميع المشاركين، وهو فكرة خيال الظل وتحريك العناصر بواسطة عدد من التقنيات بينها الرسوم المتحركة والفيديو، حيث يتعاون المشاركون في رسم الصور الظلية، وطرح الأفكار على شكل كتابات وتساؤلات مصاحبة للرسوم. ويهدف المشروع كما تقول زيفك إلى ايجاد حال من الحوار المباشر بين الفنانين من كلا الجانبين كنوع من التواصل، وإزالة الحواجز بين الأفكار والثقافات المختلفة وما يصاحبها من مفاهيم خاطئة يتبناها أي طرف نحو الطرف الآخر، لذا فإن المشروع لا يقتصر فقط على الفنانين أو المتخصصين بل يشمل أيضاً أناساً ذوي اهتمامات أخرى من كلا الجانبين.