تعد جمعية الأطفال المعوقين في مكةالمكرمة إحدى الجمعيات الخيرية الرائدة، التي تتصدى لقضية الإعاقة بشمولية، إلى جانب تقديمها برامج الرعاية المتخصصة المجانية للأطفال المعوقين، ومن أبرز الخدمات التي تقدمها، الخدمات العلاجية التأهيلية والتعليمية والتربوية، إضافة إلى الخدمات الاجتماعية التدريبية والتطويرية والتثقيفية والدمج والتأهيل في التعليم العام. وتوفر الجمعية سكناً للأطفال ما بين 3-6 سنوات لسبعة أطفال، إضافة إلى الطاقم الطبي، الذي يشمل رئيسة تمريض وممرضات وأخصائية علاج طبيعي، وأخصائية علاج وظيفي، وأخصائية نطق، ومعلمة. وتتضمن فترة السكن ستة أسابيع، في الأسبوعين الأولين مرحلة تقويم للطفل، وفي الأسبوع الثالث توضع الأهداف وتحدد النقاط السلبية والإيجابية لكل طفل لتتم معالجتها، فيما يتم تركيز التدريب على النقاط السلبية في الأسبوعين الرابع والخامس، ويعقد في الأسبوع السادس اجتماع ما قبل الخروج ويليه اجتماع الخروج (مقابلة الطبيب أهل الطفل). وتبدأ البرامج التأهيلية للقبول في السكن بالكشف الطبي على الطفل في العيادة مع طبيب مختص وكامل الفريق الطبي، الذي يشمل أخصائية نفسية، وأخصائية نطق وعلاج، وفي حال أجمع الفريق على القبول في السكن يتم تحديد القدرات الإدراكية والعمر العقلي من الأخصائية النفسية. وتوفر الجمعية جلسات تدريبية لتطوير المهارات الإدراكية والحركية للأطفال وإعطاء برنامج منزلي للأم وإعطاء محاضرات من القسم التعليمي، كما تقدم الأخصائية النفسية والأخصائية الاجتماعية إرشاد أسرى وعمل برنامج إرشادي لأهالي الأطفال. ومن البرامج التكاملية التي تقدمها الجمعية من خلال الأقسام الطبية والتعليمية، برامج التدخل المبكر منذ الولادة وحتى عمر ثلاث سنوات، وبرنامج التأهيل الطبي لأطفال المدرسة، وبرامج الحفز الحسي والتأهيل العلاجي كالعيادات الاستشارية، إضافة إلى الخدمات العلاجية والاجتماعية المجانية التي تقدمها المراكز التابعة للجمعية. وتقدم الجمعية خدماتها المتنوعة من خلال أقسام الرعاية التعليمة والتربوية، كوحدة الإشراف الإداري والفني، والوحدة النفسية، ووحدة تطوير البرامج، واللغة والتواصل، ووحدة الدمج والطفولة المبكرة، وبرنامج التهيئة الأكاديمي مرحلة الطفولة والتمهيدي والابتدائي، وبرامج المساندة للتعليم والخدمات المساعدة للفئات الخاصة «مربيات»، وتهتم الجمعية بتطوير منهج متكامل لتعليم الأطفال المعوقين، وتصدر الجمعية مجلة متخصصة عن الإعاقة، إضافة إلى تدريب مجموعة من خريجي الجامعات والكليات في مجال رعاية وتأهيل المعوقين. نجاح جميعة الأطفال المعوقين أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن القوى البشرية، التي تمتلكها الجمعية، والتي تمثل نخبة من المتخصصين في مجالات عدة، تمثل قاطرة نجاح خطط تطوير الأداء وتوسع برامج الخدمة وإيصالها إلى المناطق التي تحتاج إليها. وأشاد الأمير سلطان بروح العطاء والانتماء التي تميز منسوبي الجمعية منذ نشأتها، واصفاً العاملين في الجمعية ومراكزها بأنهم «ثروة حقيقية ورصيد ثري من الخبرات أسهم في تفريغ مئات من الكفاءات من أبناء الوطن من المهتمين والدارسين والعاملين في مجال رعاية المعوقين». ودعا منسوبي الجمعية، خلال زيارة قام بها إلى مركز الملك فهد لرعاية الأطفال المعوقين بالرياض، إلى مضاعفة الجهد في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الجمعية، التي تشهد توسعاً وجملة من المشاريع الجديدة، مؤكداً أنهم يستحقون ما يحظون به من ثقة من مختلف قطاعات المجتمع. والتقى رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، خلال جولته، الأطفال وذويهم واستمع إلى شرح من مشرفي الأقسام التعليمية والعلاجية لبعض الحالات والبرامج والأجهزة الجديدة التي تمت الاستعانة بها مع بداية العام الدراسي الحالي. وأعرب الأمير عن سعادته بنهجي التطوير والتحديث المستمرين، اللذين تتبناهما مراكز الجمعية، وبما تقوم به من دور وطني على صعيد التصدي لقضية الإعاقة في شكل متنامٍ، على رغم أعباء ومسؤوليات التوسع المتواصل في الخدمات المجانية، مؤكداً أن ذلك ما كان له أن يتحقق من دون تفاعل أهل الخير ومساندة الدولة والقطاع الخاص والشركات والمؤسسات الوطنية.