بحث وفد من المجلس الروحاني الأعلى للأيزيديين مع رئاسة برلمان إقليم كردستان العراق في تثبيت إسم الأيزيدية كديانة مستقلة في الاحصاء السكاني المزمع اجراؤه في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، إضافة إلى تثبيت الكردية كقومية رسمية لهم، الأمر الذي لا يتفق عليه جميع الأيزيديين في العراق إذ يطالب بعضهم باعتبارهم قومية مستقلة. وقال المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان كردستان طارق جوهر في تصريح إلى «الحياة» إن «وفداً من المجلس الروحاني الأعلى للأيزيديين وأمير الأيزيديين في العالم تحسين بك زار برلمان كردستان العراق. وقد أكد أعضاء الوفد خلال محادثاتهم مع رئيس البرلمان كمال كركوكي أن الأيزيدية ديانة مستقلة وقوميتهم هي الكردية... وأن أي محاولات لشق الصف الكردي تدخل في خانة الخيانة، وهم لن يساوموا مطلقاً على كرديتهم». وأضاف جوهر: «من جانبه، أشار رئيس برلمان كردستان العراق إلى الدور الكبير الذي لعبه الأيزيديون في الحركة الكردية وأكد انهم جزء لا يتجزأ من القومية الكردية وأن أي محاولات لفصل الأيزيدية عن قوميتهم الأصلية هدفها التقليل من عددهم وبالتالي إضاعتهم، ولذا فإن الإقليم لن يسمح لأي جهة أو طرف أن يطبّق مثل هذه المحاولات». من جهته، أوضح «البيشيمام» فاروق خليل، الرجل الثاني في الديانة الأيزيدية في العراق، أن الزيارة جاءت لتثبيت ورود الأيزيدية «ديانة مستقلة» في الإحصاء السكاني المقبل دستور إقليم كردستان. وقال خليل في تصريح إلى «الحياة» إن «وفداً من المجلس الروحاني الأعلى إضافة إلى مدير أوقاف الأيزيديين التقى برئيس برلمان كردستان العراق وتم البحث في ضرورة تثبيت الأيزيدية ديانة مستقلة في الإحصاء السكاني المقبل» في كردستان. وأضاف: «بالنسبة إلى الجانب القومي نحن لن نقبل المساومة على قوميتنا الكردية، لكن يجب الحرص على عدم وجود أي فرق في التعامل بين الأكراد المسلمين أو الأكراد الأيزيديين أو الأكراد من الديانات الأخرى، إذ أنهم جميعاً أكراد في النهاية». وأوضح المدير العام للشؤون الأيزيدية خيري بوزاني، من جهته، أن أمير الأيزيدية تحسين بك شدد خلال اللقاء على ضرورة بذل كل الجهود في سبيل انجاح عملية التعداد السكاني المقبل، وان أتباع الأيزيدية لن يتوانوا في بذل أي جهد للمشاركة فيها وانجاحها. وزاد بوزاني أن الوفد الأيزيدي بيّن انه يجب أن تكون هناك تأكيدات لضمان حقوق الأيزيدية كديانة. يُذكر أن عدداً من الحركات السياسية الايزيدية ترفض أن تكون القومية الرسمية للأيزيديين هي الكردية وتؤكد أن الأيزيدية ديانة وقومية قائمة بحد ذاتها في شكل مستقل ولا ترتبط بأي قومية أو ديانة أخرى. وقد شكّل هذا الاختلاف الداخلي في الأيزيديين فريقين، الأول يشدد على كردية الأيزيديين قومياً، والثاني يرفض هذا المبدأ. وبموجب إحصاءات غير رسمية فإن عدد الأيزيديين في العراق يصل إلى نحو 700 الف نسمة، غالبيتهم الساحقة تسكن المناطق المحيطة بمدينة الموصل وأطراف دهوك، وتُعد مناطقهم من المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية.